dimanche 31 août 2014

عائدون بفضل الله والحصان المعارض





لُدِغتْ أحزاب اليسار والوسط التونسية من جُحْر التشتت في انتخابات اكتوبر 2011.. وليس بالمستبعد أن  تُلْدَغَ عن قريب من نفس الجُحْرِ، مهما غَنِمَتْ من انحسار النهضة وتَقَلٌصِ شعبيتها وعزوف نسبة كبيرة من الشعب عن تزكية الإسلاميين..

 هل هذه الأحزاب أهل للديمقراطية حين تكرر الأخطاء القاتلة التي اقترفتها في الماضي القريب وتُجَنّد وطنيا ما يقرب من ألف قائمة لتفتيت الكتلة الإنتخابية وطعن بعضها البعض؟
شر البلية ما يضحك.. وفي بلية تونس مع
أحزاب اليسار والوسط في المرحلة الراهنة ما يضحك ويبكي في نفس الوقت..

     ما نبهنا لخطورته في أكثر من مناسبة حتى نجنب تونس ما حصل في الإنتخابات الفارطة لم يلق صدى وللأسف الشديد.. وكأن قوى المعارضة من وسط ويسار ويمين معتدل وأقصى يسار، متحزبة كانت أو مستقلة، طرشاء.. أو هي لم تستوعب الدرس السابق رغم قساوته والمرارة التي انجرت عنه والمحن التي ابتليت بها البلاد ولا تعي قيمة الرهانات الوطنية والإقليمية للموعد الإنتخابي الجديد..

     وكأن هذه القوى لا هم لها سوى "شرف" السباق.. خوض المعركة الجديدة كل على جواده وربما -بل والأكيد للكثير منها - غنم بعض الدنانير في إطار المنحة المسندة للمترشحين.. وعدى ذلك، "طز" في تونس ومصلحتها العليا.. و"طز" في الناخب وما يطمح إليه.. و"طز" فيمن سيربح أويخسر..وطز في السياسة على طول !..

     ويوم الحساب بطبيعة الحال، سنرى أصحاب "الصفر فاصل" ينتحبون، سنراهم على حيطان المباكي التلفزية والفيسبوكية  وحيثما أتيح لهم العويل والبكاء يندبون مصير الوطن الأسود، يذرفون دموع التماسيح على مستقبل الثورة والمسار الديمقراطي ودم الشهداء الذي ذهب سدى.. وفي ذات الآن سنراهم يسبون الناخب الذي باع صوته والشعب الغبي الذي خان الوطن والوعي الغائب لدى من استبدل القائمة الشريفة والحرة والوطنبة والثورية والديمقراطية بالقائمة التي لا تليق..و..و..و..

       يوم الإنتخابات، كالعادة سيجد التونسي المسكين المغبون نفسه أمام كم مهول من الأحصنة، ألوانها متعددة ومشاربها في هذا الإتجاه أو ذاك وصهيلها عال مُدَوٍّ مرعد، ولكنها  في الواقع  تشكل بنسبة 99 بالمائة حصان طراودة المقنع.. هي كذلك موضوعيا إن لم تكن واقعا.. الحصان الذي تعول عليه نفس القوى التي فازت في انتخابات 2012، ونعني الإسلاميين تحديدا، للوصول مجددا لسدة الحكم.. فَرّق تَسُدْ.. وحوافر الخيول المسجلة في هذا السباق تنفذ -واعية أو بغباء- هذا الشعار.. لأن السباق للتشريعية  بـــ49 قائمة كما هو الشأن على سبيل المثال في قابس - وهي عينة سنرى منها الكثير على المستوى الوطني سيما وان العدد الجملي للقوائم في تونس هو 990 ، والعدد مؤهل للإرتفاع-  سيؤدي حتما لتفكك الكتلة الإنتخابية بالنسبة للقاعدة التي تطمح للتغيير، أي القاعدة العريضة، تماما كما حدث منذ سنتين.. صوت لزيد وصوتان لعمرو ونصف لهذا وضعفه لذاك وهلم جرا، زد على هذا ما سيترتب عن الإمساك في صف القاعدة المعنية بالتفتت مقابل التجند والإنضباط المعهودين لدى باقي الكتلة الإنتخابية ..بحيث يكون الحاصل عند فرز الأصوات كالآتي: إجمالا 80 بالمائة من تزكيات التونسيين ضائعة بين قوائم "صفر فاصل" و20 بالمائة لمن سيتبجح عن غير حق بالفوزالعريض، وعن حق لا جدال فيه بشرعية الفصل، ناعتا معارضيه بالتغريد خارج السرب وبأنهم لا يمثلون الشعب..

     عفوا يا أشباه المعارضين والسياسيين وأنتم سُوسٌ لا أكثر
ولا أقل في جسد الوطن والمسار الثوري، هرمنا من أجل أن نراكم في مستوى الوطن.. لكنكم في مناسبتين متقاربتين أثبتم بما لا يدع مجالا لأدنى شك أنكم لستم أهلا لتونس .. وتونس لن تجني من ترشحاتكم وأطماعكم الرخيصة سوى الخيبات والويلات..

أحمد العامري
31 أوت 2014



في نفس الموضوع:

Le vote utile pour servir la démocratie




1 commentaire:

Anonyme a dit…

عفوا يا أشباه المعارضين والسياسيين وأنتم سُوسٌ لا أكثر ولا أقل في جسد الوطن والمسار الثوري، هرمنا من أجل أن نراكم أهلا بالسياسة والوطن والمسؤولية.. لكنكم في مناسبتين متقاربتين أثبتم بما لا يدع مجالا لأدنى شك أنكم لستم أهلا بتونس .. وتونس لن تجني من ترشحاتكم وأطماعكم الرخيصة سوى الخيبات والويلات..

Quand les médias crachent sur Aaron Bushnell (Par Olivier Mukuna)

Visant à médiatiser son refus d'être « complice d'un génocide » et son soutien à une « Palestine libre », l'immolation d'Aar...