ثمانية عشر سنة سجنا منها 11 في زنزانة انفرادية وتحت العزل التام ثم تليها 3 أشهر إضافية تنتهي بحلول 22 أوت (أغسطس) 2010 في زنزانة ضياع الهوية (1) وبين السجن الأول والثاني 6 سنوات تحت الإقامة الجبرية في قدس الأحبار وبين مخالب الغلاة من المتدينين والصهاينة والجلد اليومي بوصمة العار لمن يعتبر خائنا في أرض منفاه ويعامل شأنه في ذلك شأن كلب الطرقات معاملة المنبوذ (2) والتهديد بالقتل سواء في الماضي ضمن مشروع أو مشاريع عدة للموساد تسرب البعض منها وبقي الآخر طي الكتمان أو في الحاضر لدى من لا يجد حرجا في شرعنة أحقية المنبوذ في التصفية الجسدية بالنظر لمن سبقه على قائمة الإغتيال كرابين عام 1995 . ضراوة التنكيل بالضمير الرافض للتجنيد، بالمعنى الشامل للمصطلح في أصله وفروع معانيه(3)، هذا الضمير الذي تأبى اسرائيل تخليصه من التسمير الأبدي على عامود التشهير، ينادي وعي كل إنسان تصح تسميته بهذا الإسم ليكون في مستوى المسؤولية.
إن هذا الظلم الصارخ لا يمكن احتماله ولا السكوت عليه وعلى كل من يعتبر نفسه معنيا بهذا الصلب المسيحي المؤبد أن يتحرك (4).
مع العلم، لمن لا علم له، أن موردخاي فانونو هو من مواليد المغرب وكان عمره 9 سنوات لما تم تهجيره لإسرائيل وقد استغاث بالعرب حكاما وشعوبا على الفضائيات والأنترنت طالبا جواز سفر عربي حتى يتسنى له دعم معركة الخروج التي تهمنا بقدر ما تهمه هو بالذات، أضف لذلك نبذه للديانة التي تستعمل كمطية لتمرير الفكر الصهيوني (إن كان ثمة من يستحي من الدفاع عن يهودي) واعتناقه للمسيحية وتبنيه لاسم جون كروسمان ،ضمن رموز عدة زادت من شراسة الجلادين تجاهه، وهي معلومات نسوقها هنا فقط لمن يحتاج للمدلول الرمزي وبغاية رفع كل التباس قي ذهنه بهذا الشأن، أضف التزامه منذ ما يزيد عن الثلاثين سنة بالقضية الفلسطينية وفوق هذا كله قيمة الرهان السياسي الذي يتوجب وضعه في البال. حين تتسابق الجامعات الغربية والمنظمات الإنسانية لنيل الشرف الحاصل لها من تكريم فانونو (نذكر هنا على سبيل المثال جائزة نوبل البديلة وقد أسندت له لأنه رفض ترشيحه لنوبل الأصلية على اعتبار أنها أصبحت وصمة عار منذ تسليمها لإسحاق شامير، وشهائد الدكتوراه الفخرية التي سلمت له في أكثر من بلد، وغيرها من أوسمة الشرف التي لا نحتاج للوقوف عندها حتى نسلم لهذا الرجل الفذ صكا من هذا القبيل أو غيره، هو في غنى عنه إن وقف عند حدود التشريف ولكن نحتاجه نحن كعرب لإيداعه أو صرفه في حساب القضية) وحين نعي بعض الأهداف الخفية لأعمال التكريم -ولا أخال نفسي مبالغا حين أشير الى فرضية وجود طرف صهيوني مندس وراء مجامير التبخير هذه بقصد التعتيم على صورة المنشق وتشريف الإسرائيلي المزعوم بالدرجة الأولى وهو عامل من شأنه أن يخفف من حدة التركيز باتجاه المسامير المدقوقة على الصليب وفي لحم المصلوب، حين نعي هذه الحقيقة ونقتنع بأن فانونو أسير من أسرانا ومن طينة سمير القنطار الذي حرر والبرغوثي والألاف الذين مايزالون يقبعون وراء القضبان وحين ندرك أن المقاومة على جبهة تحرير هذا الأسير لا تقل شرفا عن غيرها من جبهات الصراع ضد الصهاينة، لا بل وتفوقها لدى شق كبير من الرأي الأممي الذي يتوجب علينا وضعه أيضا قي الإعتبار من أجل توسيع دائرة العزلة قدر الإمكان حول الكيان المحتل، عندها لا يسعنا إلا تلبية النداء الذي يدوي في اتجاهنا لنصرة موردخاي فانونو
أحمد العامري
2010.07.19
2010.07.19
1- في مقال صدر بصحيفة إينات العبرية بتاريخ 13 جوان (حزيران) وترجم ونشر على العديد من المواقع الإلكترونية نقرأ ما يلي:" هناك شخص يشار إليه بالسيد "إيكس" ولا أحد يعرف من هو بالضبط .صحيفة إينات علمت أن رجلا تم سجنه منذ مدة غير بعيدة في الجناح 15 بسجن عيلون ولكن لا أحد يعرف هويته ولا الأسباب التي سجن من أجلها إذ لا أحد يخاطبه أو يراه أو يزوره أو حتى يعرف أنه سجين "لقد تم وضعه في حالة عزل شامل عن العالم الخارجي " حسب قول مسؤول في إدارة السجون بإسرائيل.
لكي تتمكن من الدخول للجناح الذي يضم المساجين يتوجب عليك المرور بالحراس المتواجدين بالجهة الجنوبية للسجن وعبور الأبواب الحديدية المصفحة وبخلاف أجنحة العزل العادي حيث يمكن للمساجين أن يتكلموا بصوت عال من داخل الزنازين أو يروا حركة المجيء والذهاب بالأروقة والأبراج فإن الجناح 15 لا يضم إلا زنزانة منفردة ليس حولها زنازين مجاورة ولا رواق واحد بحيث أن كل من يسجن بهذا الجناح يكون معزولا كليا عن أي كائن بشري.
ويضيف المسؤول في إدارة السجون بإسرائيل القول :" لا أعرف أي سجين آخر ولا أي سجين بكامل المعتقلات الإسرائيلية حبس في ظروف شبيهة بهذه من حيث الإنفصال والعزلة" وسجين الجناح 15 يخضع لتكتم شامل لكل أوجه الحياة بالمعتقل بما فيها الهوية وجرائم الإدانة مما يدفع المسؤول المذكور للقول:" أشك قي أن الحراس بأنفسهم لا يعرفون من هو. ثمة غموض كبير بخصوص حبسه وإنه لمرعب بالنسبة لنا ونحن قي سنة 2010 أن يسجن شخص بإسرائيل دون أن نعرف من هو"
ويضيف المسؤول:" ببساطة هو شخص بدون اسم ولا هوية". وقد قامت أمنستي بتحريات في الغرض ولئن أكدت أن مردخاي موجود بالفعل بهذا السجن إلا أنها لا تقدر على الجزم بأن السيد إيكس هو مسيحنا المصلوب هنا ولو أن الإعتقاد الراسخ لدى الجميع يصب قي اتجاهه
http://www.france-palestin
2- من 2004 تاريخ حروجه االأول من السجن ولغاية تجديد الإعتقال بتاريخ 23 مارس 2010 رفضت كل المطالب التي قدمها فانونو لتغيير مكان إقامته الجبرية من القدس الغربية للقدس الشرقية والسبب واضح في دلالاته السياسية ولكن المقصود من الإبقاء على فانونو بالقدس الغربية قبل أي اعتبار سياسي هو جعله عرضة للإضطهاد وحرمانه من شعور الأمان الذي سيجده لو تم نقله للجزء المتبقي للفلسطينيين بالقدس
3-Objecteur de conscience
4- في كيفية التحرك وجهة رأي مطروحة للبحث والنقاش على هذه الروابط
Pour Mordechai Vanunu
http://amriahmed.blogspot.
A Mordechai Vanunu: lettre de ses compatriotes (Partie I)
http://amriahmed.blogspot.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire