سيدي الوزير،
في الوقت الذي أكد فيه نائب الوزير العراقي حكم الإعدام الصادر ضد يسري الطريقي وأعلن أن التنفيذ سيتم بالشنق، كنا نأمل أن نرى سعادتكم في بغداد لمساندة مطالب العفو التي أرسلها أكثر من مواطن تونسي ومن جنسيات عديدة أخرى للسلط العراقية وعلى رأسها رئيس العراق السيد جلال طالباني والوزير الأول السيد نوري المالكي. لكنكم سيدي الوزير، لأسباب نجهلها، اكتفيتم بتفويض سفيرنا في العراق لأداء هذه المهمة.
معذرة، سيدي الوزير، ولكن ألا يستحق هذا المواطن الذي أدين في جملة ما حوكم من أجله بجرائم لم يرتكبها ووفق اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب وثبت لاحقا أن مرتكبيها عراقيون وقفة وطنية رسمية بمستوى أكبر؟ ألا تكون الحكومة التونسية بصدد اللعب بالنار حين تبخل على أحد مواطنيها في حالة عسيرة كهذه بموقف دبلوماسي في المستوى المطلوب؟ ألا نعطي لأصحاب القرار في العراق الإعتقاد بأن حياة يسري الطريقي لا تستحق أن يتكبد من أجلها سعادة الوزير عناء السفر والصراع؟
سيدي الوزير،
لو كان يسري الطريقي يحمل جنسية غربية لقامت الدنيا وحرم عليها أن تقعد حتى يقطع الحبل المعد لرقبته. أما وهو تونسي فلا حراك ولا صوت إلا ما كان خجولا ولايرقى بالمرة لمستوى الصورة التي يطمح لها المواطن، والمواطن الثائر بالخصوص..
سيدي الوزير،
في آخر اتصال هاتفي بين والد يسري الطريقي والسيد السفير المعتمد بالعراق، أفاد هذا الأخير أن الإجراءات المطلوبة لإنقاذ يسري تم القيام بها. وعندما سئل إن كان قد أجرى اتصالات مباشرة مع الرئيس أو الوزير الأول العراقيين أجاب أنه كاتب المسؤولين وليس بإمكانه فعل أكثر من ذلك..
سيدي الوزير، نحن في صراع مع الموت ولا يعقل من دبلوماسي أهلته الدولة للدفاع عن مصالح الوطن ومواطنيه أن يقول "ليس بإمكانه فعل أكثر من ذلك". وإن قالها رغم ذلك، فعلى سعادة الوزير أن يقنعه بأن الدبلوماسية الحقيقية، وأعني بها النشطة، تفعل أكثر من ذلك.
ختاما، سيدي الوزير، أناشدكم أن تجعلوا من المسعى الهادف لإنقاذ يسري الطريقي قضية تونس الأولى في هذه المرحلة وأن تخوضوا شخصيا هذا الصراع لأن الأمر يتعلق بمسألة حياة أو موت لا تحتمل دبلوماسية خجولة او مترددة.
أحمد العامري
أستاذ تعليم ثانوي
قابس
أ.عامري
2011.07.23
في نفس الموضوع
رسالة للجنة العربيية لحقوق الإنسان
رسالة للسيدة رئيسة الإدارة الاتحادية السويسرية للشؤون الخارجية
رسالة للرأي العام وليسري الطريقي