mercredi 14 mars 2018

Icônes dacryogènes

La corde du mensonge est courte, assure la vieille sagesse des Arabes. Courte aussi, quand on parle de la guerre en Syrie, la vie des icônes que fabriquent l'industrie impérialiste du consentement et -pour reprendre une expression bien tournée de Bruno Guigue (1)- "les idiots utiles du « regime change »".

Il y a juste trois semaines, une vidéo "dacryogène" publiée sur Youtube a fait encore le tour du monde. On y voit une fillette du nom de Sondès, interpellant depuis son abri de fortune à la Ghouta orientale la conscience du "monde libre". Pleurs chauds et hauts cris entrecoupés de hoquets sollicitaient les d'Artagnan de ce monde d'intervenir pour sauver les enfants de la Syrie.

Et pas plus tard qu'hier, cette même Soundès est réapparue, cette fois-ci à la télévision syrienne et sous un autre jour, pour crier:" vive l'armée arabe syrienne et que Dieu préserve la Syrie!"

A peine née, l'énième icône(2) des contempteurs de Bashar se retourne contre ses producteurs. Comme pour Zainab al-Hosni, Omran Daqneesh, Amina Abdallah, et j'en oublie sûrement tant la liste est longue, ce nouveau tire-larmes concocté par les séides de l'impérialisme se révèle après coup contre-productif. Non seulement il s'est vidé de sa charge émotionnelle par l'icône devenue en quelque sorte "transfuge", mais il pourrait même désormais générer l'effet pervers d'un gaz hilarant.

Mon propos n'est pas de tourner en dérision le drame et les affres, réels, de tant de civils syriens en détresse, à la Ghouta ou ailleurs. Mais de crier haro sur l'écran de fumée qui cache, tronque, tord le cou à la vérité: le mensonge systématique organisé, occultant à chaque fois les véritables artisans du malheur syrien. 

Qui, de l'armée arabe syrienne et des groupes armés, tient à sa merci les civils de la Ghouta? Qui empêche ces civils d'être évacués loin des groupes armés? Qui les utilise comme otages, prises de bonne guerre, boucliers humains et monnaie d'échange pour une éventuelle capitulation? Voilà des questions que les pondeurs de ces vidéos de propagande instrumentalisant la détresse civile syrienne passent méthodiquement sous silence. On veut nous persuader que les groupes terroristes qui, en désespoir de cause, jouent le tout pour le tout afin de retarder autant que possible leur déroute certaine, ne sont pour rien dans la rude épreuve frappant les civils. Ici et en toute circonstance analogue, seuls le méchant Bashar et la non moins méchante son armée peuvent être pointés du doigt.

Ahmed Amri
14.03.2018

1- Je rappelle à mes chers amis tunisois que Bruno Guigue sera parmi nous du 19 au 21 mars courant et qu'il donnera une conférence en date du 19 à la Librairie copie (Ennasr Tunis) suivie d'une séance de dédicaces pour son livre "Chroniques de l'impérialisme et de la résisatnce" en version arabe.
2- Sur la fabrication d'icônes et le mensonge organisé en vue de donner aux puissances impérialistes un casus belli contre Bashar, le livre de François Belliot, Guerre en Syrie, dont je ne saurais trop recommander la lecture, fournit mille et un exemples amplement documentés et commentés. Ce livre est disponible en librairie, dans son édition tunisienne (ITRI, 2017)


mercredi 12 avril 2017

السلام.. يانيس ريتسوس



حلم الطفل هو السلام
حلم الأم هو السلام
كلمات الحب تحت الأشجار هي السلام
الأب الذي يعود مساء والبسمة العريضة تملأ عينيه
وفي يديه سلة مثقلة بالثمار
وعلى جبينه قطرات عرق تشبه
قطرات الماء المتجمد في الإبريق الموضوع على النافذة
هو السلام

يانيس ريتسوس

حين تندمل الندوب على الوجه الجريح للعالم
وفي الفوهات المحفورة تغرس أشجار 
حين في القلوب التي فحمها الأتون
يعيد الأمل بشائر البراعم
ويكون بوسع الموتى الإسترخاء على جنب
والنوم دونما أدنى شكوى
 وهم على يقين أن دماءهم
لم ترق هدرا

السلام هو رائحة الطعام الشهية
وحين تتوقف مساء في الشارع سيارة
ولا يثير توقفها  أدنى خوف
وحين لا يمكن لقارع الباب  أن يكون غير صديق
وحين أيا كانت الساعة 
لا يسع النافذة أن تنفتح الا على السماء
 لتشع عيوننا كعيد بقناديل ألوانها البعيدة 

حين تتحول السجون لمكتبات
ومن باب لباب تدب أغنية في الليل
حين يبزغ من السحاب قمر الربيع 
ساطعا كالعامل وهو خارج مساء السبت
كأبهى ما يكون من محل الحلاق بالحي 
هو السلام
السلام هو أكوام الحصاد تشع في حقول الصيف
هو أبجدية الجمال على ركبتي الفجر 
حين تقول يا أخي غدا سنبني
حين نبني وحين نغني هو السلام

حين لا يحتل الليل من القلب غير حيز صغير 
و
بالأصبع ترسم لنا المواقد  مسار السعادة
حين يستطيع الشاعر والكادح على حد السواء
أن يستنشقا عطر القرنفل ساعة الأصيل
هو السلام

اخوتي ، في كنف السلام وحده نستنشق ملء الرئتبن
 الكون أجمع بكل أحلامه
اخوتي، أخواتي، كونوا اليد في اليد
ذاك هو السلام

السلام بصوت جان لوك ميلينشون

يانيس ريتسوس

تعريب أ.عامري

 2017- 04- 09

 








vendredi 7 avril 2017

في سوريا عدوان امبريالي مكشوف - بقلم برونو ڨـيـڨ

صواريخ توماهوك ضربت بالأمس مطار الشعيرات العسكري بسوريا على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا الى الجنوب الشرقي من حمص، ولئن تصدر الحدث الصفحات الأولى من الجرائد الرسمية فإن العدوان العسكري الأمريكي ضد السيادة السورية ليس الأول إذ سبق أن قتلت القوات الجوية الامريكية 80 جنديا من الجيش العربي السوري في دير الزور بتاريخ 17 سبتمبر 2017. وهذا العدوان الجديد ما كان وليد الصدفة لأنه تزامن مع وجود الجيش الوطني بعيدا عن قواعده في مواجهة شرسة لهجوم داعشي.
في الإعادة إفادة ! فهذا القصف الجوي يمكن البيت الأبيض مجددا من إغاثة وكلائه الذين تعرضوا لعملية "فصل فص المخ الجبهي" وهم يحاربون لحسابه ضد سوريا والسيادة السورية. وإذ يضرب ترامب بطيرانه الجهاز العسكري السوري فهو يعرف أنه لا يغير شيئا من ميزان القوى غير أنه  يريد إذلال دمشق. يريد أن يبين أن بوسعه النيل من الأرض السورية حيثما شاء ومتى شاء حتى يعطي الإنطباع بأن دولة الأسد ضعيفة. ولئن بدا أن الجيش السوري وحليفه الروسي قد بوغتا هذه المرة فليس بالأكيد أن تتكرر المباغة في المستقبل.

لقد أتت مجزرة خان شيخون الكيميائية  تقريبا في الوقت المناسب لتعطي لترامب تعلة من ذهب وتسمح له باستعادة موطئ قدم في نزاع لم تجن منه واشنطن على امتداد أشهر طويلة سوى الخيبات. وتجندت وسائل الإعلام المطيعة لاستغلال النبرة التعاطفية مع ضحايا المجزرة على خير وجه حتى يتم تبرير العدوان ويحقق ترامب  ما كان يصبو إليه.

وكالعادة، لخدمة هذه العملية الدعائية يستطيع ترامب التعويل على الخنوع الهائل لوسائل الإعلام الفرنسية وقد حازت في هذا المضمار الخرقة الصهيونية التي تجرؤ على تسمية نفسها بــ"ليبيراتيون" (Libération) على قصب التلاعب العاطفي. 

غير أن القيعان الكاذبة للصحافة الباريسية تنسى  عنصرا دقيقا صغيرا: ليس هناك دليل، دليل واحد، يثبت إدانة دمشق. فحسب  السلط السورية والروسية الطيران السوري قصف مستودعا للذخيرة يحتوي على أسلحة كيمياوية تابعا للفصائل الإسلامية وهذا التفسير هو الأرجح سيما وأنه لدينا الحجة الثابتة بأن جبهة النصرة استعملت سابقا أسلحة كيمياوية وأن الترسانة الكيمياوية السورية تم تفكيكها تحت مراقبة الأمم المتحدة سنة 2014. وعلاوة على هذا، لسائل أن يسأل ما الداعي للجوء الحكومة السورية وبصفة مفاجئة لرش شعبها بالغاز ؟ لا فقط هذه التهمة لا أساس لها من الصحة ولكنها تعد أيضا إهانة للعقل السليم. ما من شك أن هناك ضحايا أبرياء في هذه الحرب غير أنه لو كان النظام السوري بستهين فعلا بمصير المدنيين لتم محو الرقة أو أدلب منذ زمن بعيد. وبالتالي فإن تحميل بشار الأسد مسؤولية هذه المجزرة لا معنى له بالمرة. هذا هراء، لا غير. وصحيح أنه بقدر ما يكون الهراء كبيرا تصبح الخدعة أسهل. فمثلما عرض كولن باول سابقا زجاجة تفاح تعرض سفيرة الولايات المتحدة  فى الامم المتحدة صورا، بحيث يعيد التاريخ نفسه، وسيستمر الخداع بلا هوادة طالما وجد أغبياء يصدقون إعلام الخداع.
ولأن حبل الخيال لا يقصر، فقد ابتكر بعض "الخبراء" حكاية بديلة: من أصدر الأمر بتنفيذ هذه المجزرة ليس بشارالأسد وإنما "الجناح المتشدد للنظام السوري". وما الداعي لها ؟ الجواب فرض حل عسكري لإفشال المفاوضات حول إنهاء النزاع وإبلاغ الروس أن صاحب القرار الأخير في الحل والربط هو هذ الجناح لا غير. ومن المعلوم أن وظيفة الصحافيين في "الفيغارو" تفرض بعض التنازلات لصاحب المؤسسة، غير أننا لسنا ملزمين باتباع جورج مالبرونو الذي يتبنى هذا الطرح حين ندرك أن هذا الأخير يكتب وفق بطاقة الخلاص ومصدرها.

إن هذا التفسير الغريب في الواقع ماهو الا تكرار لما كان يقوله بعض المعلقين بخصوص الهجوم الكيميائي الذي حدث في 21 أوت 2013 ونسب زورا لدمشق. فقد قيل أنذاك أن جنرالات سوريين  ربما كانوا من ارتكب تلك المجزرة بمبادرة ذاتية. ومن المزايا الدعائية لهذه الرواية أنها تعفي السيد الأسد من المسؤولية المباشرة وفي الآن ذاته تجرم "النظام السوري"، وهو ما يسمح بإنجاز العقد الصحفي من ناحية، ومن ناحية أخرى يعطي  لأصحاب هذا الطرح الإنطباع بانهم أذكى من عامة الصحافيين. وهو انطباع ليس بالصعب حين نأخذ بعين الإعتبار مستوى الغباء الذي وصل إليه بباغو القنوات التلفزية. غير أن هذا الطرح لا يرتكز على أسس أصلب ولا يزيد واقعية عن الطرح المذكور سابقا.

لقد أظهر تقرير مفصل صدر عن "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" أن الهجوم الكيميائي الذي حدث في 21 أوت 2013 لا يمكن أن يأتي الا من من منطقة المتمردين وكان الصحافي المستقل سيمور هيرش قال الشيء نفسه بعد اجراء تحقيق شامل وما من شك أنه يتوجب انتظار النتائج التي ستفضي إليها تحريات مشابهة حتى يتسنى التعرف على حيثيات مأساة خان شيخون التي حملت الأبرياء مرة أخرى العبء الأكبر من حرب نفذت من قبل واشنطن وأذنابها. وحتى ذلك الحين، سيحاول الكاذبون المحترفون المستحيل لإيهامنا بأن لا أحد غير بشار وراء مجزرة  خان شيخون.

القصف الجوي الذي تم يوم 17 سبتمير 2016 كان آخر هدية من باراك أوباما لقاطعي الرؤوس. ويأتي قصف السادس من أفريل 2017 ليكون أول هدية من دونالد ترامب. باعتدائه على دمشق يظهر الرئيس الأمريكي أن لا شيء تغير في واشنطن والآمال التي أثارتها تصريحاته كمرشح جمهوري سرعان ما تبددت ليتضح الآن أنها كانت سرابا. فهذا العدوان الإمبريالي العلني يمثل نهاية لحلقة قصيرة من السياسة. مثل الآخرين، ترامب هو دمية في يد اللوبي الصناعي العسكري والولايات المتحدة هي الحرب. الحرب التي يتمعش منها هذا اللوبي، وستبفى الأمور على حالها طالما لم تتلق الولايات المتحدة الضربات الموجعة التي تعيدها لرشدها.     

  برونو ڨـيـڨ
تعريب أ.عامري
أفريل 2017


لنفس الكاتب على صفحات هذه المدونة:

رسالة مفتوحة لــــ« مشعوذي الثورة السورية »

فرنسا: مهزلة الديمقراطية الباركة تحت البوركيني


 
برونو ڨـيـڨ Bruno Guigue
برونو ڨـيـڨ من مواليد 1962 بتولوز (فرنسا) هو مفكر ومحلل سياسي فرنسي وأستاذ فلسفة جامعي محاضر في العلاقات الدولية . شغل خطة موظف دولة سام في عهد ساركوزي وأقيل من منصبه لعدم تأييده للانحياز السركوزي لاسرائيل وعدائه للصهيونية. يكتب باستمرار في موقع أمة كوم 
ويناصر بلا هوادة القضايا العادلة للعرب والمسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين ونضالات المقاومة في لبنان وسوريا.

له العديد من المؤلفات نذكر منها:
في جذور الصراع الإسرائيلي العربي:الندم الغير مرئي للغرب

Aux origines du conflit Israélo-arabe: l’invisible remords de l’Occident (L’Harmattan, 2002)

الشرق الأوسط وحرب الكلمات
Proche-Orient : la guerre des mots, L'Harmattan, coll. « Comprendre le Moyen-Orient », Paris, Budapest et Turin, 2003

أسباب العبودية
Les raisons de l'esclavage, L'Harmattan, coll. « Économie et innovation. Krisis », Paris, Budapest et Turin, 2002

هل يتوجب حرق لينين ؟
Faut-il brûler Lénine ?, L'Harmattan, Paris, Montréal et Budapest, 2001
اقتصاد التضامن: بديل أو حل مؤقت؟
Économie solidaire : alternative ou palliatif ?, L'Harmattan, coll. « Économie et innovation », Paris et Montréal, 2002



 مقالات للكاتب على امة كوم oumma.com 








samedi 3 septembre 2016

فرنسا: مهزلة الديمقراطية الباركة تحت البوركيني - بقلم برونو ڨـيـڨ



لأنه يجسد حقيقة فكرا مقاوما غير قابل لبيع الذمة أو رمي المنديل، برونو ڨـيـڨ يناضل منذ سنوات طويلة بشراسة من أجل عالم أعدل وأرض أبعد ما يمكن عن جراح الحروب وحروقها، أرض أكثر قابلية للبقاء وللعيش فيها. هو يحارب على حد السواء الصهيونية والإمبريالية الأطلسية وفساد الساسة الكاذبين بيادق اللوبيات، وإعلام البهتان والزور الذي يزكيهم، وكلهم إما عناصر فاعلة بصفة مباشرة في المآسي التي تجري جلها على أرض عربية أو اسلامية، وإما أنصار لتلك المآسي. لكن برونو ڨـيـڨ يناضل أيضا على الجبهتين الوطنية والأروبية ضد انحرافات الديمقراطيات الغربية التي تصل حد المهازل أحيانا.

 من خلال النص المترجم أسفله،  يفضح برونو ڨـيـڨ ما يسميه «تهريجا سياسويا حول مايوه السباحة». فمطاردة البوركيني التي أصبحت منفسا يعالج الساسة من خلاله قيح دماميلهم هي الآن بصدد التحول لتجسيد فرنسي للسيرك الروماني. هي، بتزكية الطبقة السياسية، العرض البديل لورثة الرومانية، أو حسب تعبير الكاتب هي « صيد البوكيمون في نسخة خاصة بالكبار»
(أحمد العامري)1


معركة البوركيني تُعَدُّ النقلة النوعية التي ترمي بالسياسة الفرنسية في الحضيض. وهي أعلى درجات مسخ الذات التي تطلق على تلك السياسة رصاصة الرحمة.  لقد عزفت الطبقة السياسية برمتها من اليمين المتطرف إلى اليسار المتطرف تقاسيمها في هذا النشاز الصيفي. يسار مسكون بهوس الوشاح وأشباح من اليمين تخلصت من عقدها  وجبهة وطنية بالمرصاد. ياله من إجماع ! وكأن أزمة الهوية هي مصدر رِزْقٍ للجميع وخطر الإسلام محل تجارتهم ومطاردة قطعة النسيج التي لا تتلاءم مع ذوقهم تُشَكٌِل أولوية الظرف الراهن بالنسبة لفرنسا.
فرئيس الوزراء يهاجم بعنف، والتشنج واضح على محياه، الحجاب، فيما يصور له خياله الجنسي صدر ماريان. ورئيس الجمهوريين يحلم بقانون يمنع لأبد الأبدين الحجاب والبركيني. أما نائب رئيس الجبهة الوطنية فهو يريد حظر كل شيء ، الحجاب والصليب والطاقية اليهودية دون تمييز، ومرشح عن يسار اليسار يرى أن لباس البحر هو هجوم سلفي. أي شعار مشترك لهؤلاء ؟ يمكن تخمينه. هو الإستئصال. وكأن إزالة العلامات الخارجية للتنوع الديني تطمس بأعجوبة كل شيء آخر فتسمح بخلق مجتمع متجانس.

بودنا لو نبتسم من هذه المزايدات، لكن آثارها صادمة. فهذه الحرب
البكروكولية2 حين تُحَوِّلُ الجدل الفكري لكاريكاتور تفرغ اللعبة الديمقراطية من كل جدواها. وفي واقع الأمر، هذا الشجار الصيفي حول مايوه السباحة لا يكتفي بجعل الطبقة السياسية أضحوكة ، بل يفشي في الشعب داء الصبيانية حين يحثه على مطاردة أشباح، ويستلب عقله ويحول بصره لمسرح أبطاله ضلال وأطياف خيال. إن الخلاف حول البوركيني هو صيد البوكيمون في نسخته المُعَدّة للكبار. وهو سقوط بالسياسة لمستوى ترفيهي لا يرقى فوق إشباع ولع الصبيان المَرَضِيِّ.
المشكلة بالنسبة لكل محاكاة ساخرة أنها تنتهي بارتداء القميص الذي تُقَلِّدُ لابسه. فديمقراطية-البوركيني تحل محل الحوار المدني كما حل اليورو محل الفرنك ولجنة بروكسل محل الحكومة والشركات متعددة الجنسيات محل البرلمان. الأجدى بنا أن نتساءل ما إذا كانت
«اٌلتَّفْتا»3 جيدة للبيئة وقانون الشغل مُحَفِّزًا للتشغيل وحلف شمال الأطلسي مفيدا للسلام. ولكن لا يستهوينا غيرالخضوع من الصباح حتى المساء لخصومات فتيلها الأوحد هو اللباس.
يبدو أن هذه القطع من القماش لها دلالات تتجاوز قياسها وتؤذي وبالتالي وكأنه يتوجب علينا أن نقرأ من خلالها معلقات نضالية. وعلى افتراض أن هذا صحيح، هل مجتمعنا هو من الضعف بحيث أنه لا يستطيع  تحمل هذه المعلقات حتى يريد طمس كل شيء ؟ على افتراض أن لابسة البوركيني تريد أسلمة عقارب البحر برمي شباكها المرة تلو المرة، فإن الضراوة التي نتوخاها في محاربتها لا تدل على قوتنا بل هي مؤشر على ضعفنا. وهذه المهزلة الحقيرة في الواقع ماهي إلا علامة على الإنحدار السياسي لدينا. لهاثنا اللافت للنظر وراء متنفس ما يشهد بالإهتراء الديمقراطي الذي أصابنا وهو تعبير مثير للشفقة على عجزنا في مواجهة القضايا الحقيقية. 
هذا الفراغ اللامتناهي هو في الأساس تعبير عن خسارة فادحة جدا، ألا وهي خسارة سيادتنا. بفقداننا لحق سن قانون أو نقضه بعد المداولة الجماعية فقد سلمنا أنفسنا ونحن في الأغلال أيد وسيقانا للمحتالين من كل المشارب. وطالما يثار إحساس المواطنين بحرمانهم من مواطَنتهم فسيكونون طريدة مثالية لصناع المشاجرات البيزنطية. والتهريج السياسوي حول مايوه السباحة هو اليوم أقوى مؤشر على سلب المواطَنة، إذ جَوْفِيّتُه المطلقة تدل على الإنحطاط المطلق للمُوَاطَنة الديمقراطية. وهو على غرار العنصر الكيمياوي الكاشف يبرز انهيار السيادة الشعبية. إن البوركيني هو ورقة التوت التي تخفي عورة ديمقراطية المهازل، وهو الدعابة الفجة التي تلهينا بها الأوليغارشية بينما تصدر القرار عوضا عنا وتتلمس الأرباح.


  بـــرونــو ڨـــيــــڨ
Bruno Guigue

31 أوت 2016



  تعريب أ.ع
 3 سبتمبر 2016

النص الأصلي 

===حاشية===




1-  Traduction de l'exergue: Véritable intellectuel résistant, conscience inaliénable, inexpugnable, voilà bien des années que Bruno Guigue se bat farouchement pour un monde plus juste, une terre moins meurtrie par les guerres, mieux viable et vivable. Il lutte contre le sionisme, l'impérialisme atlantiste, l'imposture des politiques à la solde des lobbys, et les plumes du médiamensonge qui les couvrent. Les uns et les autres tantôt artisans directs, tantôt partisans, des tragédies traumatisant pour la plupart des peuples et des pays arabes ou musulmans. Mais le combat de Guigue cible aussi, sur les fronts national et européen, les dérives, souvent dégénérant en absurdes mascarades, des démocraties occidentales.
A travers l'article ci-dessous traduit en arabe, Bruno Guigue dénonce ce qu'il appelle «
clownerie politicienne autour du maillot de bain ».  Devenue en France l'exutoire par quoi le pus des politiques pourris se fait évacuer,  la chasse au burkini est en passe de devenir aussi pour une bonne frange des Français une sorte d'avatar du cirque romain, un ersatz de spectacle donné, sous les auspices de la classe politique, aux héritiers de la romanité. Ou,  selon l'expression-même de l'auteur, une «chasse au pokémon mise à la portée des adultes».

 2- في رواية غارغانتوا للكاتب الفرنسي فرانسوا رابليه، بكروكول (Picrochole ) اسم ملك هاجم مملكة غرانغوزي و«حرب بكروكولية» هي تعبير درج في الفرنسية نسبة لهذه الشخصية ومعناه حرب عبثية تثير الضحك.

3- هو مشروع اتفاقية للتجارة الحرة بين أوروبا والولايات المتحدة (اتفاق للتجارة الحرة عبر المحيط الأطلسي = Transatlantic Free Trade agreement)

لنفس الكاتب على هذه المدونة:

رسالة مفتوحة لــــ« مشعوذي الثورة السورية » بقلم برونو ڨـيـڨ




 
برونو ڨـيـڨ Bruno Guigue
برونو ڨـيـڨ من مواليد 1962 بتولوز (فرنسا) هو مفكر ومحلل سياسي فرنسي وأستاذ فلسفة جامعي محاضر في العلاقات الدولية . شغل خطة موظف دولة سام في عهد ساركوزي وأقيل من منصبه لعدم تأييده للانحياز السركوزي لاسرائيل وعدائه للصهيونية. يكتب باستمرار في موقع أمة كوم
oumma.com ويناصر بلا هوادة القضايا العادلة للعرب والمسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين ونضالات المقاومة في لبنان وسوريا.

له العديد من المؤلفات نذكر منها:
في جذور الصراع الإسرائيلي العربي:الندم الغير مرئي للغرب

Aux origines du conflit Israélo-arabe: l’invisible remords de l’Occident (L’Harmattan, 2002)

الشرق الأوسط وحرب الكلمات
Proche-Orient : la guerre des mots, L'Harmattan, coll. « Comprendre le Moyen-Orient », Paris, Budapest et Turin, 2003

أسباب العبودية
Les raisons de l'esclavage, L'Harmattan, coll. « Économie et innovation. Krisis », Paris, Budapest et Turin, 2002

هل يتوجب حرق لينين ؟
Faut-il brûler Lénine ?, L'Harmattan, Paris, Montréal et Budapest, 2001
اقتصاد التضامن: بديل أو حل مؤقت؟
Économie solidaire : alternative ou palliatif ?, L'Harmattan, coll. « Économie et innovation », Paris et Montréal, 2002



 مقالات للكاتب على امة كوم oumma.com 






samedi 13 août 2016

La Tunisie est-elle un Etat voyou ?


A l'heure où notre économie est au plus mal, à l'heure où le pays appelle de tous ses vœux les capitaux étrangers pour l'aider à sortir du goulot de la bouteille, nous apprenons non sans tristesse qu'un couple d'investisseurs français s'est fait ruiner à Zarzis par un escroc tunisien. Et comble du malheur pour ce couple, au lieu d'arrêter leur arnaqueur et œuvrer à réparer leurs préjudices, les autorités locales auraient fait preuve à la fois d'incurie totale envers eux et de complaisance à l'égard du coupable.

Pour autant que la version du quotidien français
Yvon Bisiaux (Photo DDM, L.G)
soit conforme à la vérité
1, cette histoire ne peut que nous indigner. Car la morale à en retenir se résumerait comme suit. La main qui s'était tendue depuis l'Ariège français
, amicale et généreuse -peut-on dire, pour contribuer au renflouement de notre économie, s'est fait «amputer» par les bénéficiaires directs de son apport de fonds. Tandis que la main du voleur, comme devenue plus longue à la faveur de son forfait et de la corruption des autorités tunisiennes, poursuit dans l'impunité ses crimes. L'escroc ayant apparemment réussi à s'acheter des consciences locales et usurper des droits de partie civile, c'est lui-même qui poursuit désormais devant la justice le couple français qu'il a arnaqué ! 

Certes, ce paradoxe de situation illustre bien le vieil adage tunisien: «ضربني وبكي وسبقني وشكى » («il m'a frappé et a pleuré puis m'a devancé pour se plaindre»). Mais en vertu de quel code juridique, ou quelle «charia» révolutionnaire, la main spoliée peut-elle se faire couper dans notre pays, alors que la main coupable, voleuse, devient immaculée, exempte de toute souillure, et s'approprie en plus des droits qui ne sont pas les siens, lui permettant d'intenter des procès contre la «main amputée» ? Est-ce par ce brillant génie national, hors du commun, et par de telles gratifications (aux victimes et à leur escroc) que notre État espère gagner la confiance des étrangers et de leurs capitaux ?

Mais tout en soulevant à bon droit ces questions qui interpellent les autorités tunisiennes, d'autres questions non moins légitimes nous interpellent à leur tour et méritent l'attention de la partie plaignante française. Comment un chef d'entreprise français, supposé assez rodé, ayant à son actif une expérience de trente ans, ancien gérant des magasins «Géant du carrelage» à Pamiers et Saint-Girons, peut-il se faire flouer par un chauffeur de taxi tunisien ? Où sont
(dans cette version de la Dépêche qui n'en fait aucune mention) les avocats, les titres de propriété, les garanties du cadre juridique des investissements étrangers ? Où sont, s'il y a réelle connivence étatique, les rôles qui incombent aux services consulaires de la France et à l'ambassade de ce pays ? Pourquoi la presse tunisienne, écrite ou audiovisuelle, n'a pas été saisie de cette affaire, alors qu'elle compte plus d'un journalistes d'investigation, indépendants et courageux, qui auraient pu faire là-dessus toute la vérité ?

Évidemment, faute de lumière sur les dessous de cette supposée escroquerie où seule la partie française a donné jusqu'ici sa version des faits, il ne nous est pas permis de défendre ni d'accuser
si hâtivement qui que ce soit. Tant que le mystère ne sera pas levé sur les points d'interrogation soulevés et sur tant d'autres encore2, nous ne pourrons faire valoir dans l'immédiat que le juste principe de droit universellement reconnu: tout accusé est présumé innocent jusqu'à preuve du contraire. 

Néanmoins,
à supposer que les doléances du couple français soient conformes à la vérité -et tout ce qui suit est placé sous cette hypothèse, il y a lieu de parler d'un monument d'injustice. Lequel ayant pour scène non un théâtre de l'absurde, mais la terre tunisienne. Et il nous écœure autant par son énormité que par le laisser-aller dont les pouvoirs locaux ont fait preuve envers le couple de Français lésés, et la complaisance de ces mêmes pouvoirs à l'égard du coupable.

Après tous les coups durs portés à l'image nationale par le terrorisme daéshien exporté avec la complicité du gouvernement de la Troïka vers la Syrie, l'Irak et l'Europe
, après le récent scandale éclaboussant le Pôle judiciaire de la lutte contre le terrorisme, après le scandale de la patrouille de police qui a racketté un citoyen et lui a extorqué près de 38 mille dinars, après le scandale des stents et des produits anesthésiants frelatés, après tant de faits accumulés qui montrent la connivence active ou passive de l'Etat dans des affaires criminelles,  cette présumée escroquerie frappant le couple français et supposée impliquer de surcroît des fonctionnaires locaux (dont le gouverneur de Médenine), nous autorise à nous demander si la Tunisie est encore un État constitutionnel et républicain, ou n'est plus qu'un piètre État voyou.

A. Amri
13 août 2016



=== Notes ===

1- Cette réserve est d'autant plus légitime que le journal français qui rapporte les faits ne cite d'autre source que les seules doléances du couple ariégeois. Et il est à regretter que les pages électroniques tunisiennes qui ont repris, plus ou moins allégée3, cette version n'aient fait aucune investigation du côté de la partie tunisienne, ni auprès du présumé escroc ni auprès des autorités publiques supposées complices, pour éclairer dans l'intérêt de l'information objective et de la vérité cette affaire.

2- Parmi ces points d'interrogation: comment un homme aussi rodé peut-il accepter d'acquérir un terrain par l'intermédiaire d'un prête-nom, sans avoir en main au préalable les garanties juridiques nécessaires, actes en bonne et due forme, qui lui permettent de prévenir tout abus de la part du contractant formel sur le papier, qui lui a prêté son nom ? Quel est le statut juridique exact de ce chauffeur tunisien accusé d'escroquerie ? Est-il un associé à part entière, un simple salarié ou l'un et l'autre à la fois ? Si le terrain a été vendu par cet escroc, que signifie alors "l'entrepôt [des Bisiaux] de Zarzis" dont il est fait mention dans les doléances du couple français, dans un contexte historique apparemment plus récent et postérieur à la vente évoquée ? Comment ce couple d'investisseurs acceptent-ils que 4 containers de céramique importée d'Espagne et d'Italie soient indéfiniment bloqués à la douane? A-t-on contacté, directement ou par courrier, les hauts responsables tunisiens pour les mettre au courant de cette injustice ?

3- Ci-dessous les quelques pages électroniques qui ont fait écho à cette affaire, toutes citant l'unique souurce: La Dépêche du Midi:
- akherkhabaronline.com.
- alchourouk.com
- webdo.tn
  






Quand les médias crachent sur Aaron Bushnell (Par Olivier Mukuna)

Visant à médiatiser son refus d'être « complice d'un génocide » et son soutien à une « Palestine libre », l'immolation d'Aar...