vendredi 5 novembre 2010

ساركوزي وإسرائيل واليهود- بول إيريك بلانرو

بول إريك بلانري هو اسم بارز في النخبة الواقفة على تشكيل الرأي العام المعاكس داخل أروبا بالخصوص والغرب عموما (1) وقد ساهمت كتاباته في تنامي هذا الرأي على مدى ما يقرب من 20 سنة ولو أن خصومه الفاعلين حقا في مجال اهتماماته السياسية وبالتحديد تلك التي لها علاقة بفضح اللوبي الصهيوني والتنبيه لمدى تغلغله في فرنسا منذ تولي ساركوزي زمام الحكم لم يمكنوه من اختراق حدودنا العربية والشرقأوسطية على الوجه الأفضل إلا منذ سنة تقريبا بعد صدور كتابه "ساركوزي وإسرائيل واليهود" .
هذا الكتاب المدوي والذي طبع في بلجيكيا و صودر حقه في التوزيع بفرنسا دون استناد لأي حكم قضائي بمنعه ما يزال ليومنا هذا ممنوعا من الدخول لقرائه الفرنسيين وغير الفرنسيين عبر مسالك التوزيع المعهودة حتى وإن لم يستطع خصومه فرض هذا المنع الغير القانوني على منافذ الكتاب المتوفرة حاليا سواء في بلجيكيا أو عن طريق الانترنت وحتى وإن كان لهذا المنع الغير معلن جانب إيجابي من حيث أنه أسهم في توسيع دائرة الإشعاع للكاتب بحكم الإشهار المجاني الذي وفره بهذا الخصوص داخل فرنسا أو خارجها فإن جور الحصار المسلط على مفكر من هذه الطينة يحتم علينا كعرب معنيين بالصراع الذي يخوضه وهو صراع أقل ما يقال فيه أنه شرس وشريف ، ألا نكون في خانة الحياد أو الغياب تجاهه والكلام موجه هنا للنخبة والجماهير العريضة على حد السواء لأن الصورة النمطية التقليدية للغرب ونعني بذلك الغرب المتصهين عن بكرة أبيه لم تعد مقبولة في يومنا الحاضر ويتحتم علينا أن نعيد النظر في هذه الصورة المحنطة ونخضعها بكل موضوعية لما تتطلبه من تحبين حتى نعي عن حق أهمية الدور الذي يمكن لأي واحد منا أن يلعبه، أيا كان مكانه في هذا الوطن الكبير، في دعم التيار المعاكس للوبي الصهيوني بالغرب. وحتى أكون أوضح وتحديدا باتجاه من يصنفون خارج النخبة أقول أن من يشتري لنفسه أو ابنه كتابا لأحد الجنود الواقفين في هذه الجبهة ومن يروج بقدر المستطاع قسطا من كتاباته وأفكاره أو حتى مجرد صورة وتعليق بسيط عليها ضمن المجال المتاح على منابر رقمية كهذا المستعمل هنا يكون قد ساهم في تقريب ساعة الخلاص لكل الشعوب الممسوكة بمخالب الصهيونية ومن ضمنها شعب فلسطين . لأن هؤلاء المفكرين وإن كانوا صادقين في قولهم "ليس مهما ما يقال" ، يهتمون وأكثر مما بإمكاننا تصوره بما يما يمكن أن يصدر منا بالذات و يحسسهم بمدى الاختراق الذي نجحوا في تحقيقه خارج أوطانهم وبالخصوص رغم المحاذير التي تلقوها وما يزالون من الأطراف المحاصرة لهم .

الكاتب والكتاب:
بول إريك بلانري مؤرخ حاصل على درجة دبلوم الدراسات المعمقة في التاريخ وأستاذ سابق للمادة بالمعاهد الثانوية وبحكم الإرث الفكري الذي يدين به بلانري لفولتير وفلاسفة الأنوار في الجزء الأكبر من تكوينه سواء في مرحلة الدراسات الجامعية أو بعد التخرج والتفرغ للبحث والكتابة أسس سنة 1994 جمعية فلسفية سماها رابطة "الزتيتيين" تستوحي خطها ومنهجها من الفيلسوف اليوناني "بيروس " المؤسس لمذهب الشك تعمل على إشاعة الذهن النقدي ودعم المناهج العقلانية في تقصي الحقيقة أيا كان محورها وكان لبلانري ورفاقه جولات عديدة في هذا المجال وتحديدا فيما يتعلق بالجانب الأسطوري و"الخوارق" المزعومة سواء كانت علمية أو تاريخية ونشطت هذه الحلقة حتى سنة 2004 تاريخ حلها ذاتيا لاعتبارات مهنية. وكان لرابطة "الزتيتيين" الفضل الأول لاكتساح بول إريك بلانري الفضاء الإعلامي المرئي والإذاعي إذ كان كثيرا ما يدعى للإدلاء برأيه في مواضيع ذات ارتباط باهتماماته ضمن هذه الرابطة ومنشوراتها.
ويمكن القول أن بول إريك بلانري لم يترك موضوعا من محظورات الرأي التاريخي إلا وتطرق إليه بدءا بالشأن الكنائسي ككفن المسيح المزعوم الذي صنع نظيرا له بمواد محلية واجتهاده الخاص ووصولا إلى الشأن السياسي العام وربما أيضا في منظور البعض الخاص جدا كعلافة ساركوزي بكارلا وقد ألف بمعية كريس لافاي كتابا بشأنها أسماه (كارلا ونيكولا:وقائع الارتباط الخطير) صدر سنة 2008 و يعد هذا الكتاب أول تقرير شامل وجدي لخفايا العلاقة بين ما يعتبره الكاتبان "فاجرة رومانسية" ورئيس مطلق و تلميح هذا العنوان لرواية لاكلوس الشهيرة (2) غني بالدلالات أقلها ما يوحي بالدعارة ومغامرات الأخلة زمن شيوع أفكار الزندقة في القرن التاسع عشر. وعلى ضوء الومضة الأخيرة بخصوص هذا الكتاب يمكن القول أن عداء ساركوزي لبول إريك بلانري بدأ قبل صدور الكتاب المدوي "ساركوزي وإسرائيل واليهود"

"ساركوزي وإسرائيل واليهود"
الكتاب برز أكثر من غيره منذ سنة تقريبا بحكم ما أثاره من جدل هو في الواقع لدى المدافعين عنه أكثر من المتحاملين عليه.
صدر هذا الكتاب منذ سنة تقريبا في بلجيكيا و ليس بفرنسا وبالتحديد لدى الناشرين التقليديين لهذا الكاتب لا لشيء إلا لأن المؤلف الذي جاء في أعقاب الحرب على غزة و ضمن امتداد للرأي العام المعاكس في أرويا لسياسة الولاء لإسرائيل لم يرق للسلطة الحاكمة في فرنسا باعتبارها طرفا في اللوبي الصهيوني العالمي ويبدو أن أوامر قد صدرت منذ مدة ،وربما على أعلى مستوى في جهاز السلطة السياسية بالذات، لكل الناشرين ودور التوزيع بفرنسا بوضع ٍ بول إريك بلانري على قائمة الممنوعين في هذا البلد أو على الأقل داخل مسالك التوزيع التقليدية والأكثر قدرة على ترويج الكتاب . ولأن المنع المذكور جاء بقرار سياسي بحت وسري، وليس بحكم قضائي فهذا ما يفسر قلة الجدل على الكتاب وصاحبه لدى المتحاملين عليه نظرا لغياب الحجة عند الأخيرين و ثرائها لدى بلانري من ناحية ومن ناحية أخرى لأن منطق الدخول في جدل مع صاحب الكتاب أو المدافعين عنه لا يخدم لا ساركوزي ولا اللوبي الصهيوني من وراءه بقدر ما يخدم الكتاب نفسه لما يقدمه له من إشهار مواز لكل تشهير. وليس ثمة أدنى مبالغة في القول بأن صدور هذا القرار وتنفيذه في البلد الذي يعد مهدا لأكثر القيم الإنسانية تداولا في مجال الحقوق والحريات يكرس الطابع الفاشي للحكم الساركوزي ويرسخ تقليد السلطة الاعتباطية في أجلى مظاهرها كالجور في حق المفكرين الأحرار وتكميم أفواه الصحافة ورفض الرأي المخالف فيما يتعلق بكل المحرمات التي تنتقد إسرائيل أو تندد بالصهيونية. وهذا التمشي المنافي لمبادئ الجمهورية في سياسة الحكم والذي بدأ بشكل متنام مع صعود ساركوزي للسلطة زاد ترسخا منذ حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان والحرب التي تلتها على قطاع غزة . ولسائل أن يسأل كيف يمكن لناشر فرنسي أن ينصاع لقرار سياسي ولا ينسج على منوال الكاتب الذي تحلى بالشجاعة وتمرد على هيمنة الرأي السائد في هذا المجال أو غيره ؟ في الواقع لأن الكاتب يفكر والناشر بدور ه "يفكر" وإن اختلف المستوى بين هذا وذاك فحين يكتب بول إريك بلانري منتهجا الشعار الذي يردده لأصدقائه ولمنتقديه على السواء، وهو "العمل الجيد وعدم الاهتمام لما يقال" ندرك أن الدافع الأخلاقي المضمن بالشعار هو قاعدة أساسية في اتجاهه الفكري بصرف النظر إن لاقى العمل المكتوب استحسانا ومن ثمة رواجا أو لا وحين نبحث عن نظير لهذه القاعدة في الطرف المقابل نجدها مصاغة بهذا الشكل تقريبا مثلما وردت في تبرير احد الناشرين الفرنسيين لرفض الكتاب المعروض عليه للنشر إذ يقول:"فيما يخص نشر الكتاب، لا للأسف لأنه فضلا عن المخاطر المترتبة عن إصدار الكتاب والمقاسة على أية حال، لن يكتب لصالحنا سطر واحد في الصحافة ولن يقال لفائدتنا أقل من ذلك في محطة إذاعية أو تلفزية، وذلك بسبب القبضة الخانقة لهؤلاء الذين لا نستطيع ذكر أسمائهم وأتباعهم..." وبالتالي نفهم أن قاعدة الناشر الأولى هنا هي ضمان الاستحسان بقصد الرواج كمعيار أساسي لتقييم أي إنتاج فكري يعرض للإصدار ولن يكون لأي كتاب حظ بهذا الخصوص ما لم يرضى عليه الصهاينة و من هنا تتضح لنا الأسباب المبررة لامتثال دور النشر والتوزيع للأوامر التي وجهت إليهم بخصوص المغضوب عليه بول إريك بلانري لأن تبعات أي تجاوز لهذه الأوامر تشتمل على مخاطر جمة كتلك المشار إليها بوضوح في المراسلة المذكورة أو ما ضمن في عبارة "المقاسة على أية حال" وهي تمس تحديدا بوجود تلك الدور على اختلاف مستوياتها، كالتشهير بها على قنوات وسائل الإعلام المذكورة ومن ثمة قطع مصادر الرزق بالنسبة لها وربما أبعد من ذلك بالرجوع لحادثة الاعتداء التي ارتكبت في حق مكتبة ريزيستانس الباريسية أو جرائم الاغتيالات التي نفذها الموساد في العديد من البلدان بالعالم والتي حذر منها صاحب الكتاب نفسه بول إريك بلانري

في 1968 أصدر الفيلسوف الليبرالي الفرنسي رايموند أرون كتابا أسماه "ديغول وإسرائيل واليهود" وانتقد فيه سياسة الرئيس الفرنسي أنذاك تجاه إسرائيل وهي سياسة اتسمت بكثير من البرودة منذ حرب الأيام الستة واعتبر الفيلسوف أن سياسة ديغول هذه تضر كثيرا بالجالية اليهودية التي تعيش في فرنسا
وبالتالي يمكن القول أن اعتماد بول إيريك بلانرو لعنوان يذكر بكتاب رايموند إرون يندرج في الواقع في أسلوب معارض لنداء الفيلسوف. لأن ساركوزي بعكس ديغول تماما جعل من فرنسا تابعة لإسرائيل أو مرتبطة بها لأقصى الحدود والحال أن ديغول أراد لها أن تكون مستقلة لا فقط عن إسرائيل وإنما أيضا عن بقية أطراف النزاع في الشرق الأوسط حتى تكون قادرة على الإضطلاع بدور ريادي في إحلال السلام بهذه المنطقة. وتبعا لذلك فأن بلانرو يستنكر في هذا الكتاب سقوط فرنسا في الوحل الصهيوني بكيفية لا تليق لا بتاريخها الديغولي فقط وإنما بماضيها كحاضنة للفكر الثوري وهي التي بزغت منها فلسفة التنوير وعاشت أول ثورة على الإقطاع ومنها استلهمت مبادئ الجمهورية وقيمها في شتى أنحاء العالم

ويذكر الكتاب بعمق الوحل وعراقة التصهين الساركوزي بدءا بماضي نيكولا ساركوزي قبل أن يصبح رئيسا وصولا إلى الفترة الحالية ومرورا بالفترة الإنتخابية التي انتهت بوصوله لسدة الحكم واستنادا إلى ما لايحصى ولا يعد من الدلائل والحجج يبين الكاتب أن سوس الصهيونية قد أتى على كل بعد وطني أو قاري أو أممي لفرنسا. فقبل أن يصبح رئيسا كان نيكولا ساركوزي عضوا في لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني وعضوا في جمعية الصداقة الفرنسية الإسرائيلية وكانت أسرائيل البلد المفضل لديه وشبكات الدعم لإسرائيل ردت له هذا التفضيل بما يليق به أو أكثر حيث أن اللجنة اليهودية الأمريكية كانت على اتصال دائم بساركوزي فضلا عن الإتصالات التي تتم بينه وبين جمعيات يهودية وطنية أو أروبية ولا يتحرج بلانرو في القول بأن ساركوزي اسرائيلي بل ربما كان جاسوسا اسرائيليا وعميلا للمخابارات الأمريكية في الآن ذاته ومن ثمة فإن وصوله للحكم جاء بدعم إسرائيلي وصهيوني
أما كيف أتى سوس الصهينة على الجهاز الحاكم منذ تولى ساركوزي الحكم فذلك قد بدأ بتعيين برنار كوشنار وزيرا للخارجية بأمر صادر من تل أبيب ومفضوح للغاية، تلته زيارات ساركوزي لإسرائيل حيث استقبل بحفاوة نادرا ما نجد مثيلا لها في تاريخ اسرائيل واستقبال ساركوزي لعديد المسؤوليين الإسرائيليين في باريس رغما عن امتعاض شرائح كبيرة من الفرنسيين وتبادل القبلات الحارة بين ليفني وساركوزي تارة وليفني وكوشنير تارة أخرى وفي الوقت الذي يقصف فيه شعب فلسطين بقنابل الفسفور والظهور في أكثر من مناسبة جنبا إلى جنب مع ممثلين بارزين سواء للحركة الصهيونية أو الأحبار في فرنسا ، فضلا عن موقف فرنسا الرسمي المساند لإسرائيل في حربها على غزة وانخراطها في كل ما يدعو للحرب على إيران وغيرها من الأمثلة التي لا يسمح المجال بعرضعا في مقال كهذا
ما المطلوب من فرنسا وإسرائيل؟
يختم بلانرو كتابه بفصل عنوانه: إعادة الإصدار لليلة الرابع من أوت. وفيها إشارة لتاريخ الثورة الفرنسية وما شابها من غيلان شعبي على الإقطاعيين بداية من 14 جويلية 1789 وهو يوم تحرير المساجين من معتقل لاباستيو حتى ليلة الرابع من أوت لنفس السنة. بعد 20 يوما من حرق المزارع وتدمير الممتلكات وأمام شبح المذابح التي كانت تهدد الإقطاعيين اجتمعت الجمعية التأسيسية وهي برلمان ثوري نشأ قبل تحرير لاباستيو بما يقرب من شهرلتنظر في الحلول الممكنة لوضع حد لهذه الإضطرابات وكان أمام الجمعية التأسيسية حلان لا غير: إما تثبيت حق الملكية للإقطاعيين بقمع الغضب الشعبي وإما إحداث آلية إغاثة تتكفل بمساعدة المعوزين الأكثر فقرا ولكن لا الحل الأول كان مرضيا باعتبار معارضة الفلاحين الشديدة للنظام الإقطاعي ولا الحل الثاني أيضا لأنه لم يكن يتلاءم مع الحالة الطارئة التي تعيشها البلاد ومن هنا تم الإتفاق على إلغاء الحقوق التي كان الإقطاعيون يتمتعون بها. وفيما يخص مستقبل إسرائيل إعادة الإصدار لليلة الرابع من أوت معناها في منظور صاحب الكتاب أن الصهيونية مآلها كالإقطاعية للزوال، وعلى إسرائيل أن تحمي اليهود قبل فوات الأوان بإلغاء كل الإمتيازات التي يتمتع بها شعبها على حساب الفلسطينيين، مما يعني إعادة توزيع الأرض على السكان بما يكفل عودة اللاجئين واسترجاعهم لأملاكهم وهذا لن يتم إلا في ظل دولة موحدة للشعبين تكون على شاكلة جنوب افريقيا بعد إلغاء نظام الميز العنصري.
هذا فيما يخص الجانب الإسرائيلي، أما بخصوص فرنسا فبلانرو يخاطب بنفس التحذير يهود وطنه منبها لمغبة الإنسياق وراء ساركوزي ومساندة إسرائيل العمياء، سواء في سياستها الداخلية أو سياستها الخارجية لأن توريط فرنسا في تحالف يدعم اسرائيل في حرب محتملة ضد إيران أو لبنان أو أي بلد آخر من شأنه أن يعمق الهوة في المدى القريب أو المتوسط بين الفرنسيين من أصل غير يهودي واليهود.

أ.عامري
06. 06. 2010


1- من أمثال ميشال كولون وجان بريكمون وبيار بورديو
- لاكلوس:
الإرتباطات الخطيرة Pierre de Laclos: Les liaisons
dangereuses-2
______________________
Sarkozy, Israël et les Juifs
Paul-Eric
Blanrue
الكتاب متوفر لدى الناشر على العنوان التالي
Editions Oserdire
39 avenue du Centenaire
B-4053 Embourg BELGIQUE
_______________________
روابط خارجية
موقع حلقة الزيتتيين
http://www.zetetique.ldh.org/
مقابلة صحفية مع بلانرو
http://www.geostrategie.com/1678/entretien-avec-lhistorien-paul-eric-blanrue
ساركوزي قلب رأسا على عقب قيم جمهوريتنا
http://www.voltairenet.org/article160311.html
مواقع لبلانرو
http://sarkozyisraeletlesjuifs.blogspot.com/
http://blanrue.blogspot.com/

jeudi 4 novembre 2010

Defamation: quand les enfants désavouent le père

Né aux USA puis transmis vers l'Europe, le vent de la sédition intellectuelle qui souffle sur le sionisme n'est pas près de faiblir, loin de là. Tout en prenant l'allure d'une révolution culturelle de masse marquant la nouvelle décennie de ce siècle, il frappe à présent Israël où il se propage à la faveur d'une conscience juive dissidente et libérée de l'identité séculaire du sémite , éternel persécuté et, en tout lieu, victime. De plus en plus d'intellectuels et d'artistes emboîtent le pas à Chomsky, Norman Gary Finkelstein, Rony Brauman, entre autres "brebis galeuses" juives, et montent au créneau pour fustiger le sionisme et désavouer la politique de leur État. Ce mal délétère qui condamne le sionisme et laisse présager de sa fin certaine dans un proche avenir est bien moins l'effet de l'antisémitisme présumé revenu en force dans le monde que le contrecoup d'un abus sioniste de l'arme "antisémitisme" . Perverti, instrumentalisé à outrance dans une propagande mensongère et surannée, l'argument de l'antisémitisme se tourne à présent contre les apprentis sorciers , ceux qui en ont fait une litanie burlesque, un croque-mitaine mal ficelé, l'ersatz d'une épée de Damoclès menaçant toute pensée contestataire ou réflexe critique.
Après Shlomo Sand démontant l'histoire du peuple juif inventé à partir d'historiographies et de mythes, c'est au tour de Yoav Shamir, cinéaste israélien de 40 ans, de s'attaquer à la machine lobbyiste qui industrialise le mensonge, la diffamation.



Une certaine « image de marque », entretenue à la fois par ses partisans et, dans une certaine mesure, ses ennemis, voudrait que le sionisme soit doté d'une puissance suprahumaine. Diabolique, cela va de soi, mais surréelle. Quels que soient les fondements de cette perception par le passé, aujourd’hui il faut bien reconnaître que la réalité est tout autre. En témoigne cette nouvelle conscience humaine qui, de l’Amérique à l’Europe, des pays traditionnellement « amis » d’Israël à Israël même, se dresse partout et conteste de plus en plus le sionisme. Ce qui, il y a quelques ans seulement, semblait s’apparenter à « un vent de sédition » cantonné dans l’espace restreint de l’élite intellectuelle s’avère plus intense et étendu, s’amplifiant sans cesse et gagnant, outre les masses en Occident, les plumes et les caméras israéliennes . Le dragon sioniste ne fait plus peur, ni aux lointains, toutes tendances confondues, ni aux prochains dont certains montent au créneau, décidés à « allumer le feu à la maison ». Et l'antre de ce dragon, même s’il fume et enfume encore, n’intimide plus autant qu’il agace et enrage. Les signes d’une révolution culturelle antisioniste se multiplient, autant en Israël qu’ailleurs, pour consolider l’idée que cette doctrine est bien loin de son âge d’or. Elle est depuis le début de ce siècle en phase de décroissance qui, jour après jour, se révèle un état de décrépitude irrémédiable.
Essoufflé par ses perpétuelles fuites en avant, vicié par son propre mal -la diffamation- qu’il n’a cessé de propager depuis la fondation de sa doctrine, trahi par la cuirasse usée de la mythomanie, et à en juger par le désaveu grandissant que de plus en plus de juifs et Israéliens lui intentent sans arrêt, disons-le sans réserve: le sionisme est déjà moribond.
.
S'il peut quand même donner l'illusion qu'il respire encore, c'est grâce à une potion magique fumigène qui, tout en le dopant aux yeux de ses partisans fanatiques et des incurables "malades de la culpabilité historique", ne fait que le rapprocher à rythme accéléré de son terme fatidique. Cette potion qu'il fait ingurgiter à ses enfants et en répand la fumée au-delà des frontières d’Israël est tirée d’une substance opiacée qui s’appelle Antisémitisme: le mensonge réitéré à l'intérieur comme à l'extérieur d'Israël et faisant du monde, sous toutes ses latitudes, l'antisémite impénitent et, en parallèle, du juif où qu’il se trouve l’éternel persécuté, la cible de la haine universelle et des menaces de chaque instant.
La production de cette substance ainsi labellisée est confiée à une machine lobbyiste dont le quartier général est à New York : l’ADL. Par la vertu de la mythomanie, de la naissance du sionisme à nos jours, « Antisémitisme » est non seulement le remède dopant des Israéliens mais la panacée universelle que les sionistes brûlent dans leurs encensoirs et agitent en toute circonstance et tout lieu hanté par les vieux démons. Le spectre de la peste brune, les fantasmagories en rapport, les phobies et les délires font partie de cette entreprise diabolique destinée à garder en otage la conscience humaine. De sorte que celles et ceux qui sont tentés de repenser les vérités momifiées ou douter un instant du bien-fondé de la politique israélienne s’assagissent à temps et s’interdisent tout sacrilège, tout péché d’acte ou de pensée à l’encontre d’Israël.
L’extorsion de fonds et chantage auxquels le monde est soumis depuis la création d’Israël (argent, armes et capitaux de sympathie) se font à la faveur de cette panacée dont la fabrication et l’administration sont confiées à l’ADL.

ADL, Anti-Defamation League : 29 bureaux aux USA et trois en Europe, un budget de plus de 70 millions de dollars par an, est une organisation dont « les oreilles sont collées au sol ». Ces oreilles sont à l’affût du moindre mot qui puisse s’interpréter comme insultant pour les juifs, de la moindre agression, égratignure, fût-elle consécutive à une bagarre, du moindre témoignage, même dénué de tout fondement crédible, tout ce qui peut constituer « une pièce à conviction » de l’antisémitisme. L’ADL collecte ces données et publie périodiquement des rapports qui sont utilisés à la fois en Israël (pour la consommation locale) et à l’extérieur pour défendre l’entité sioniste.
En plus de ces rapports, l’ADL a aussi pour mission de « perfuser » en tout lieu l’holocauste: contacts permanents avec des chefs d’états, des ambassadeurs, des ministres d’affaires extérieures, des délégués d’états aux assemblées des Nations Unis, le pape, les médias…en vue de nourrir et raviver dans la conscience des hommes l’épine de la Shoah.

Stratégie de tous les entretiens : utiliser le COMPLEXE DE LA CULPABILITÉ historique, jouer sur cette fibre, ou la greffer si elle n’existe pas, afin de légitimer les agissements d’Israël dans ce que cet État appelle « mesures de sécurité ».
Comment les agents de l’ADL réussissent-ils à voir et influencer autant de personnalités si importantes ? En entretenant le mythe de leur puissance d’influence à Washington, en répétant partout qu’ils ont les mains longs, qu’ils sont capables de faire la pluie et le beau temps. Un mythe qui s’effrite d’ores et déjà, comme l’ensemble des mythes fondateurs de l'État d’Israël, grâce à des juifs qui désavouent un « père » monstre et vers qui nous tendons la main fraternelle pour un demain plus vivable.

Le réalisateur de ce film, Yoav Shamir, a réussi à infiltrer l’ADL et côtoyer de près ses agents pour produire ce chef-d'œuvre d'intérêt humain, mis en ligne en 9 parties. Vous ne perdrez pas votre temps à le voir.


A. Amri
04.11.10

_____
Yoav Shamir:

Né à Tel Aviv, novembre 1970 Lycée : Vitzo France, une école des beaux-arts, l'équivalent d'un lycée avec baccalauréat. Spécialisation : photographie Université de Tel-Aviv : BA d'histoire et de philosophie. MFA d'art cinématographique, mention excellent. Films en tant que réalisateur & caméraman:
  • 2001- « Marta and Luis » - documentaire de 50 min. - présenté dans le cadre du Festival du film d'Edinburgh, à l'IDFA, DOCAVIV et autres festivals cinématographiques internationaux.
  • 2003- « Checkpoint » - documentaire de 80 min - remporte la première distinction à l'IDFA, Toronto, San Francisco, Munich, Madrid, Barcelone, Rome, Belgrade, Rio de Janeiro, etc. Reçoit plus de vingt distinctions et est présenté lors de plus de 120 festivals du film internationaux.
  • 2005-« 5 days »- documentaire de 94 min - participe au festival du film Sundance, à l'IDFA, Edinburgh, Melbourne, Göteborg, Seoul et lors de quelque 40 festivals du film internationaux où ce film a reçu plusieurs distinctions.
  • 2007-« Flipping out »- documentaire de 83 min - Berlinale, le Festival international du film de Berlin 2008. Thessalonique, Buenos Aires, Cracovie, San Francisco, et env. 40 autres festivals internationaux du film.
Source des infos biographiques:
Defamation est disponible ici:

vendredi 29 octobre 2010

Les lois des statistiques tunisiennes

Les statistiques tunisiennes officielles sont fiables à cent pour cent.
Mais comment les machines attelées aux tâches des compte, décompte, recompte s'y prennent-elles pour assurer cette fiabilité attestée de longue date?

En vérité, s'il s'agit d'élections présidentielles, les machines n'ont rien à calculer puisque le compte est d'avance assuré. Il faut juste dire: 99,99% des Tunisiens ont voté pour Son Excellence le Président sortant. Les urnes ne mentent jamais depuis le temps que cette règle de calcul des plus simple et simplificatrices régit nos statistiques.

Par contre, s'il s'agit d'une grève, la règle de calcul est totalement autre.
Supposons que dans telle ou telle institution publique, il y a cent pour cent de fonctionnaires ou d'ouvriers qui se déclarent grévistes. La direction de cette institution, la seule assurée de fiabilité en matière de chiffres, ne peut se hasarder à dire la vérité sous peine d'en pâtir immédiatement. 100% de participation à la grève signifie que la direction est incompétente, qu'elle n'a rien fait pour persuader, dissuader, intimider ses subordonnés. D'où la nécessité d'apporter au chiffre initial les corrections qui s'imposent. On communique à ses supérieurs immédiats quelque chose comme 40%, voire 30%, soit un chiffre nettement inférieur à la moitié du taux de participation réel, non pas pour mentir, mais pour servir l'intérêt national.

A leur tour, les supérieurs régionaux procèdent à de nouvelles retouches pour rendre plus présentable et patriotique le pourcentage à transmettre au ministère de tutelle. Et ce dernier doit vérifier encore en coordination avec le RCD la fiabilité du 15 à 18% qu'il faut en fin de compte communiquer à la presse.

La dernière grève d'enseignants du secondaire réussie à un taux de 80% d'après l'UGTT n'aurait pas atteint les 18% d'après le ministère de l'enseignement.

18% de grévistes seulement, cela signifie aussi que les 99,99% d'électeurs de Son Excellence le Président ne croient pas au bien-fondé d'une grève!

dimanche 24 octobre 2010

Trois p'tits coquelicots ou la Caille et la Martyre de Denis Marulaz

Bûchette était un oiseau encagé. Perdrix, bécasse, tourterelle des bois: vous n'avez que l'embarras du choix pour élire le gibier qui convienne au plumage de ce nom. Vous pouvez même dire, si l'onomastique ou l'anthroponymie vous inspirent, que ce nom s'assortirait plutôt mieux d'une caille. "Une caille aux œufs d'or!" vous dirait alors Bûchette.  
 
Bûchette échappe un soir à la vigilance des "méchants matous", ses anges gardiens, et part illico en cavale. Le bel oiseau en a marre d'être "barricadé à triple tour" alors qu'il pourrait voler de ses propres ailes et "aller taquiner l'asticot en pleine nature". Et il a raison, qui n’en conviendra ? Il vaut mieux être oiseau de campagne qu'oiseau de cage, assure la vieille sagesse des peuples et des nations. Quand on est de chair fraîche, que cette chair "est de l'or en barre" (si besoin zyeutez de plus près, messieurs, pour en juger de vous-mêmes!) plutôt que de se laisser indéfiniment plumer par ses volailleurs, on ferait mieux de se barrer à tire d’aile et s’en aller filer des jours d'or et de soie, dans son nid à soi, loin de tout matou méchant et tout ange gardien. 
 
C'est à la faveur de cette fugue émancipatrice que Bûchette se trouve "invitée" de Gildas, retraité des finances, si ce n'est de l'existence même. Il est "dans son coin, tranquille, tout seul...en règle avec tout le monde, les commerçants, les impôts, les organismes, tout !" Un monsieur qui n'attend personne, "ni les gentils, ni les pas-gentils", dans sa vie de solitaire qui confine un peu à l’univers monastique. Et dans sa cavale, Bûchette lui tombe dessus, comme un cheveu dans la soupe. Elle l'oblige à se plier à cette "invitation" à la bonne franquette, les aboiements des chiens dehors, à intervalles réguliers, et le moteur d'une voiture rôdant aux parages, rappelant à l'oiseau évadé que ceux qui avaient "investi dans la pierre" et pris "toutes les assurances" pour y prospérer ne sont pas près de faire leur deuil de la mine d’or, en traître envolée. 
 
Mouvementée, démarrant à l’américaine, c'est ainsi que débute cette pièce théâtrale de Denis Marulaz. Les Grecs, qui avaient inventé l’art dramatique, donnaient à « drama» le sens à la fois expressif et définisseur d’action. Et c’est en parfaite adéquation avec la conception originale, inaltérée, du théâtre grec que Trois p'tits coquelicots est écrite. Elle se lit/se voit à la manière d'un polar, l'œuvre saisissant son lecteur-spectateur d'entrée et le mettant, sans hors-d'œuvre, en appétit. D’ailleurs c’est une règle d'écriture, une constante chez Denis Marulaz. Dès qu’une intrigue faite de sa main vous invite à en parcourir l’incipit, c’en est fait de vous! impossible de vous en défaire: vous irez jusqu’à l’excipit et vous n’avez pas le choix. Comme le chant fatal des sirènes en hautes époques et hautes mers, l’écrit de Denis Marulaz vous happe, ligote, ensorcelle et ne vous délivre que lorsque, finalement tues.. les sirènes auront abusé de vous! Ceci pour prévenir les non majeurs ni vaccinés. Méditer la sentence orientale, si besoin, avant de succomber au chant des sirènes: il n’est pas aussi aisé de sortir d’un hammam que d’y entrer! 
 

Mise en appétit se lit aussi « mise en appétence ». Car d'aucuns, sourcillant et se lissant les bacchantes, verraient bien cette volaille troussée sur une table de cuisine, la leur! ou peu importe l’endroit, dans leurs bois ou sur la scène de théâtre, à feu de bûches ou de bois embrochée ! Pour
Denis Marulaz
peu que les fantasmes anticipent dans ce sens (et le jeu comme le contexte dramatiques, lieu, répliques, statut des personnages, s'y prêtent au reste) Bûchette n'y verrait aucun inconvénient, même si la pièce n'a pas besoin d'un fumet de volaille aussi bien aromatisé pour vous allécher. Mais oublions la caille dans son four pour dire deux mots sur la justicière. De Bûchette faite pour « tailler les bûchettes » à Fantomette faite pour « taquiner l’asticot » sur les bûchers des martyrs, il n’y aurait que l’attirail de l’officiante qui change. En quelque volailler qu’elle se trouve, et ce n’est pas pour bêcher que "la main de la Providence" (ou du dramaturge) l’aurait envoyée chez Gildas, quand elle becquette cette Bûchette ne fait pas que râler de plaisir ! Il y aurait en elle un archange de lumière, un chevalier errant redresseur de torts, un paladin avec son épée justicière, envoyé d'un autre monde, d’une autre durée. Afin de venger une martyre. Mais celle-ci -c'est une autre volaille d'un bouquet autre, il y a beau temps qu'elle s'est dérobée à sa cage et son matou. 
 
 
AhmedAmri
24.10.10
 
Au sujet du même auteur: Autopsie d'un ectoplasme dissous 
 Le blog de Denis MARULAZ : espace où il fait bon errer et se perdre. 
 
 
 
 
 

vendredi 22 octobre 2010

Il pleuvra ce soir ou demain


Le mythe raconté à mes élèves


Aux origines fut le Chaos, gouffre sans fond enveloppé de ténèbres et de brouillard.

De ce monde informe, désorganisé, naquit la Nuit. Qui fit naître à son tour les choses abstraites: vie, mort, éternité. Et les sentiments qui animeront plus tard le cœur des vivants: peur, amour, haine, courage... Puis la Nuit donna le jour à Gaïa (la Terre). Et celle-ci engendra Ouranos (le ciel). Jusque-là ces Déesses mères se fécondaient d'elles-mêmes, sans le concours d'un principe extérieur mâle. Mais Gaïa se prit d'amour pour Ouranos, car il était beau et sans bleu aucun. Et elle décida de l'épouser dès qu'il eut atteint l'âge nubile, inaugurant ainsi l'ère de la reproduction et de la vie sexuées. De cette union -qui serait incestueuse sans l'impératif de la cosmogonie grecque- naîtront des enfants sans nombre, d'espèces diverses adaptées à tous les milieux: plantes, insectes, oiseaux, reptiles, poissons, quadrupèdes herbivores, d'autres carnivores... Et au bout de quelques ans seulement, Gaïa s'en trouva un jour excédée. Trop d'enfants à sa charge, des fœtus qui s'agitent dans ses entrailles, des nourrissons agrippés à son sein, des adultes qui s'agitent ça et là en tous sens et se frottent à même sa peau, des mourants qui implorent son assistance, des morts qui se décomposent sans son assistance, toute une smala qui ne cesse de grossir ni se faire encombrante, dont les membres, âges et espèces confondus, se suivent sans arrêt et sollicitent à la fois son sein nourricier et sa continuelle attention.

Elle n'en pouvait plus, la pauvre. Et qui pis est, ce scélérat de mari, chaud lapin au plus fort de sa jeunesse, ne lui accordait aucun répit. Priape n'était pas encore né ni l'Olympe et ses habitants, mais Ouranos devait avoir dans le sang un germe ithyphallique du même ordre que le futur petit-fils, dieu de la fertilité, qui ferait rougir sa mère à tant parader sur ses flancs et ses collines, le machin tendu en l'air comme un chêne, ou mieux: comme un saule pleureur!

Le congénère et grand-père de Priape était lui aussi grand pleureur! C'est de fils à père, ou vice versa, que les pleurs se tenaient dans ce sang de haut parage. Et Gaïa devait essuyer constamment les pleurs et les plâtres!

Évidemment la pilule, le préservatif ni tout autre contraceptif n'étaient sur aucun marché, à cette époque-là, sans quoi Gaïa en aurait usé et même abusé, faute de pouvoir inculquer à Ouranos le principe d'une quelconque modération ou abstinence. Mais elle dut prendre son mal en patience, somme toute. Et Gaïa a donné encore le jour à douze titans: six mâles et leur équivalent femelles. Cette dernière portée, Gaïa l'avait conçue dans les tremblements et les saignées volcaniques. Ouranos n'augurait rien de bon de ces symptômes maladifs jusque-là inconnus, et Gaïa elle-même appréhendait l'accouchement car jamais son ventre ne fut si gros ni grouillant de ce qu'il portait. Cependant, quand elle vit naître la douzaine de jumeaux, quand elle vit leur pâte nouvelle, leur forme singulière, des bipèdes des plus vigoureux et grands, elle oublia vite l'angoisse qui la hantait tout au long de la grossesse. Elle fit de son mieux pour les élever, les entourant tous de son affection. Mais elle choyait surtout le plus fort d'eux tous, celui qu'elle avait appelé Cronos (le Temps). Et c'est à ce fils bien-aimé que la mère, usée par tant de conceptions et de naissances, est allée se plaindre un jour, quand elle le jugea capable de se mesurer à son père.

Gaïa lui parla d'abord, et longuement, de ses frères aînés, les arbres hérissés sur ses flancs autrefois duveteux, ensablés. Les dinosaures qui n'étaient nés que pour se chamailler au milieu des arbres, les porcs qui, nuit et jour, pataugeaient au milieu de leurs cochonneries et refusaient de s'assagir, les oiseaux qui fientaient sur son ventre, même dans leur vol, et revenaient à ce ventre pour demander toujours des vers et des graines, les vers et les graines qui alourdissaient ses entrailles et n'arrêtaient de pulluler...et de tant et tant de frères et sœurs encore. Dont beaucoup étaient nés mal-gré el-le!

Et la mère martela bien ces deux derniers mots, avant de détourner la face pour dissimuler deux larmes qui lui emperlaient les yeux.

Cronos qui l'écoutait attentivement et ne manqua pas de voir cette face subitement détournée, croyant que les peines de sa mère venaient exclusivement de ses aînés, bondit comme un lion, et sans entendre sa mère qui le suppliait d’écouter la suite, il assena un coup de poing au flanc gauche de celle-ci. En moins de rien, on vit s’écrouler tout un peuple de lions, plus tous les dinosaures qui se chamaillaient autour, et s’envoler vers l’air des millions d’hectares de forêts ! Sans les hurlements de la mère qui se déchirait les joues, pleurant tant d’enfants décimés par cette colère aveugle, Cronos aurait assené un autre coup au flanc droit, lequel coup aurait étripé les mers et les océans, à jamais vidés de leurs poissons et de tout crustacé.

Quand Gaïa put lui expliquer que le mal venait surtout de son père, que celui-ci devait voir un toubib pour son saule pleureur, Cronos assena quand même un deuxième coup de poing au même flanc tantôt meurtri. C’était dans l’intention de faire mal à son poing fratricide, mais il ne fit que soulever davantage de douleur la pauvre mère, deux fois endeuillée en l’espace d’une colère. Elle en vint à regretter de s’être confiée à cet enfant coléreux, qui s’emportait ainsi comme une soupe au lait ! Et la soupe au lait dut se mordre le poing jusqu’à ce qu’il en eût vagi lui-même de douleur pour que Gaïa pût l’étreindre contre sa poitrine et lui pardonner sa colère meurtrière.

« Parle à ton père, lui dit-elle, pendant qu’elle le serrait ainsi. Essaye de trouver les mots qui puissent calmer sa fougue, le rendre à la raison. Mais en douceur surtout. Car il faut ménager sa susceptibilité. Et puis n'oublie pas que c’est ton père : ne lui manque pas de respect. »

Cronos rassura sa mère et, sitôt libéré de son étreinte, il alla droit voir son père qui était en train de prendre.. l'apéro! Le fils était persuadé que le vieux l'écouterait car, se dit-il, celui qui veut aller loin ménage sa monture. Et de monture, Ouranos n'en avait qu'une qui se faisait flétrir à la fleur de l'âge par sa faute.

Usant de telle rhétorique et de bien d’autres formules imagées, non sans peu d'impudence quand même, Cronos demanda à son père d'accorder un congé à sa monture. Il lui dit cela d'une manière plus effrontée, sans doute, car pour toute réponse, Ouranos lui flanqua une belle claque et lui intima à lui et ses frères et sœurs l'ordre d'aller se coucher sans tarder et lui ficher la paix.

"Foin de ma progéniture qui veut m’éduquer ! cria Ouranos. Que je ménage ma

monture, qu'il veut le joli fiston! ah! que tu ne m'aurais dit cela avant que je ne t'aie procréé, scélérat! tu m'aurais épargné l’ingratitude de me parler sur ce ton, à moi qui t'ai donné la vie! pouah! ah, fi! va-t-en d'ici, maudit! et que ta procréation t'éventre pour avoir osé une telle offense à l'endroit de ton procréateur!" Et il congédia sans plus l'insolent fils. L’ire intenable d’Ouranos fut telle que, réalisant entre-temps que le fils était monté contre lui par sa mère, il s'étendit de tout son long et large sur la malheureuse épouse pour venger l'honneur viril et patriarcal ainsi insulté.

Gaïa en conçut aussitôt une nouvelle ventrée qui rajouterait à sa smala et ses peines. Cronos, quant à lui, ainsi éconduit et humilié, invita ses utérins non à ficher la paix à l'impénitent père, mais à tenir immédiatement une assemblée pour discuter du moyen qui permette à leur mère de savourer quelque temps de repos. On discuta et discuta une heure durant, le temps que mit le père pour se remettre de son courroux, après quoi on se plia à la seule résolution qui parut opérante, celle de Cronos précisément, laquelle, à plus d’un égards, se profilait comme le meilleur moyen de contraception à inventer en la circonstance, à cent pour cent efficace et sans faille aucune, en attendant que les humains proposent plus tard les leurs. Mais pour ce faire, vous conviendrez qu'il faudra attendre des millénaires.

Quand la maman put se joindre à l'assemblée de ses enfants, Cronos lui demanda de servir un thé à Papa, bien sucré, dit-il, et avec, en guise de menthe, mille et une gerbes de haschich et autant de pavots d'opium! Et pendant que Papa sirotait son thé, qu'il trouvait excellent, du reste, bien corsé et portant à s'offrir une pinte de bon sang pour se dérider après l'affront de l'ingrate progéniture, les douze frères et sœurs s'affairaient à tailler une belle pierre de silex. La plus belle qui fût, aussi longue, plate et affilée qu'une hache au bout de sa manche. La vue seule de cette belle œuvre d'art que Gaïa aperçut sortie des mains de ses Titans avait de quoi plonger la mère, déjà assez marquée par le deuil tout récent, dans la terreur! car la bonne Gaïa, alarmée par son sixième sens, ne s'attendait pas à ce que ses ingénieux enfants aillent si loin pour secourir leur tendre maman. Aussi, voulut-elle se repentir, sans plus tarder, et prévenir à temps Ouranos. Mais elle eut beau secouer le mari, beau lui crier de se réveiller, celui-ci ronflait déjà comme le moteur d'une 404 tunisienne courbatue sur les caillasses de Sidi Bouzid. Non seulement ce verre de thé fit étreindre par Hypnos le joyeux Ouranos, mais il lui ouvrit aussi les portes et les jardins d'Oneiros. Vingt, cent, mille houris dont les rondeurs éclipsaient celles de Gaïa s’agitaient de doux émoi autour de son saule pleureur, lui chantaient des hymnes pétris de concupiscence, sollicitaient ses honneurs et faveurs, qui se le disputaient en même temps qu'Hypnos s’accaparait le reste du corps.

« Non, ne faites pas ça, malheureux ! cria Gaïa. Touchez pas à mon mec ! »

Mais les douze Titans se juraient d’aller jusqu’au bout, faisant signe à leur mère de s'écarter, l’écartant de force quand elle voulut s’interposer, encerclant de toute part le vieux, décidés à l'initier comme il se doit au planning familial.

C'est à Cronos qu'échut la basse besogne de couper d'un coup sec l'organe à qui il devait lui-même le jour. Et l'on vit bondir, ensanglanté et hurlant, Ouranos. Il eut juste le temps de lancer contre Cronos une terrible imprécation, avant de se dissoudre dans l'air puis l'éther et monter là-haut, là où on le voit encore de nos jours, marqué toujours d'un bleu qui ne serait que la séquelle de ce vieux supplice qui le décida à fuir sa smala et se faire céleste.

N'allez pas croire qu'Ouranos cessa de harceler Gaïa depuis. A l'instant même où je termine ce récit, par dessus mon toit je vois sa face congestionnée du désir dont il n'a jamais guéri, qui préside à la fertilité de la terre et la continuité de la vie.

La météo use d'un bel euphémisme que le commun des mortels n'entend pas à son juste sens: il va pleuvoir ce soir ou demain, dit-elle. Les anciens grecs disaient, quant à eux : demain ou ce soir, Ouranos va engrosser encore Gaïa. 

A.Amri

22.10.10


dimanche 17 octobre 2010

Celui qui injuriait sa mère par amour du sein nourricier (2)

Celui qui injuriait sa mère par amour du sein nourricier (1)

Quand la Coquine fut partie, le sort de Boucetta ne varia pas d'un iota. Il dut même régresser pour quelque temps, contrairement à toutes les attentes -à supposer que Boucetta ait attendu quelque chose de ce départ- et aux promesses de l'indépendance naissante.

D'abord, alors qu'il n'a demandé à personne qu'il soit libéré, Boucetta fut des premiers frappés par l'état de grâce qui veut que toute indépendance nouvellement acquise soit fêtée par l'ensemble des citoyens, sans exclusivisme aucun ni exclusion. Les fellaghas et les politiques, d'abord, honneur oblige! puis les petits droit-commun condamnés à moins de trois mois, les gros droit-commun qui n'avaient plus que trois mois à purger, les quelque chanceux droit-commun atteints de maladies mortelles, dont on évaluait l'espérance de vie restante à trois mois et, enfin, quels que soient leurs délits et peines, tous les Habib et les Bourguiba, même s'il fallait corriger quelques noms pour en gratifier l'Indépendance, étaient libérés le même jour que la Patrie.

Dans ce large mouvement de désembastillement marquant l'avènement de l'ère nouvelle, on libéra donc Boucetta et, en grande pompe, on lui fit cadeau d'un petit drapeau national flambant neuf. C'était la première fois de sa vie qu'il touchait un drapeau. Rouge, avec son croissant blanc et la belle étoile au milieu. Boucetta l'avait tourné et retourné pour voir s'il n'y avait pas une poche fermée d'une ficelle quelque part, car la bourse tardait à venir depuis qu'il était libéré, mais il ne vit ni ficelle ni poche ni billet épinglé sur l'étoile ni pièce sonnante qui pût appesantir ce joli présent. Et puis c'était si petit, moins d'un empan, en tout et pour tout! Boucetta aurait quand même aimé que ce cadeau d'indépendance fût au moins aussi grand qu'une serviette, ou même un mouchoir de poche, mais son drapeau d'étrennes ne pourrait même pas faire une bourse pour y mettre le pécule du caoua.

"Par là, Boucetta!" que lui cria une sentinelle.
On l'aligna, la face au soleil, à côté des autres libérés massés devant la prison, en attendant que des véhicules spéciaux, réquisitionnés pour ce grand jour, viennent conduire tout le monde, fellaghas et patriotes en tête, vers la grande place de l'Indépendance. C'était là que la Patrie allait lui offrir lui et ses frères fellaghas, lui dit-on, le tribut de son regard pour les éminents services qu'ils ont rendus à la nation.

Boucetta qui ne savait pas jusque-là qu'il était fellagha avait beau chicaner, beau dire qu'il voulait rester à côté de son grabat et pas loin de son bol de soupe, pas un de ces enragés de l'indépendance ne voulait l'entendre ni croire un instant qu'il fut sincère. Et puis, sincère ou pas, la Patrie lui était redevable de son soleil nouveau et l'invitait en ce jour de gloire à recevoir son dû. Aucun résistant ni politique n'était aussi méritant que lui, et les papiers attestant tel mérite, les dossiers, les annales d'affronts qu'il avait fait subir à la Coquine, le compte total de nuitées loin de la famille, des amis, de la chaleur et du confort de son foyer pour l'amour de la Patrie, autant de preuves patentes feraient de Boucetta le méritant des méritants, le premier décoré de l'Ordre de la République, sitôt celle-ci proclamée. S'il voulait un permis de louage, le Parti le lui accorderait en priorité. Une licence de tabac ou d'alcool, personne ne l'aurait avant lui. La carte du Parti, il l'avait déjà, qui n'attendait que le versement de deux francs pour qu'on la lui mette dans la poche. Mais dans l'immédiat, en ce jour mémorable de liesse nationale, la Patrie voudrait le voir de si près, le couver des yeux, le serrer contre son sein, l'étreindre à la fois comme fils et amant, imprégner ses narines et poumons de sa chaleur et son parfum virils et lui dire:" Boucetta, tu m'as tout donné; alors prends tout à ton tour et lève haut la tête!"
S'il voulait faire le pitre, l'humble patriote, ce n'était vraiment pas le bon moment. La Patrie voudrait dédommager les héros un tant soit peu des sacrifices consentis pour elle et faire la fête avec eux. Sans eux, quel sens à la liesse?
Boucetta, le peuple en a décidé ainsi, serait le premier amant fêté sur la place de l'Indépendance, le récipiendaire numéro un des honneurs dus aux anciens combattants.

"Et le pécule du caoua, frères du cocuage?"

Boucetta avait beau articuler et répéter la question, les libérateurs des héros de la nation qui l'avaient déjà embarqué sur un grand camion militaire n'étaient plus là pour l'entendre ou lui faire le moindre écho.
"Gloire aux fellaghas!" qu'il entendit seulement, en guise de pécule sonnant! Et le camion démarra dans un nuage de poussière et de fumée, hoquetant, toussotant, pétaradant et tressautant sur la première goudronnée qui, le matin même, s'appela rue de l'Indépendance. Après avoir paradé tout au long de cette rue, encensant de son pot d'échappement ce beau matin du pays indépendant, il vira à droite. C'était l'avenue de l'Indépendance. Puis à gauche vers le boulevard de l'Indépendance. Une heure plus tard, fumant comme le char de l'enfer et pétant de plus belle, il était arrivé enfin à la Place de l'Indépendance.
"Gloire aux fellaghas!" clamait la foule. Et l'on invita Boucetta et ses frères d'armes, à travers l'encens du moteur moutonnant jusque sur la cime des palmiers, à daigner descendre pour se joindre aux invités du premier rang. "Honneurs aux Résistants!" criaient les hôtes. "Youyou! youyou!" explosaient des gorges féminines, tandis que de jeunes filles parées de leurs plus beaux atours mitraillaient de fleurs de jasmin les Résistants descendus de leurs chars.
"Honneurs aux Résistants!"

Et en fait d'honneurs, Boucetta et ses frères d'armes furent comblés. Placés au premier rang devant une grande estrade tapissée et un beau pupitre de toute part entouré de drapeaux, de banderoles et des photos du Combattant-Suprême, ils eurent à applaudir pas moins d'une douzaine de caïds, tous bien propres et frais, tous bien enflammés et beaux parleurs, qui s'étaient relayés pour annoncer à la foule l'indépendance du pays et ce que cela signifie. Et les vivats de la foule, acclamant Bourguiba cité par chacun de ses représentants, donnaient encore plus d'ailes à la verve de ces orateurs que le Combattant-Suprême, ne pouvant être à Tunis et dans le reste du pays en même temps, avait délégués en personne pour le représenter, dans cette forteresse du combat et du patriotisme, auprès du peuple.
"Et le pécule du caoua, frères de la patrie indépendante?"

Boucetta s'était bien avisé de parler comme les caïds, ayant sans doute réalisé entretemps que la belle époque du beau parler qu'il avait était peut-être révolue.
Néanmoins caoua et son pécule ne se faisaient pas entendre. Ni les discoureurs ni la foule qui n'arrêtaient, les uns de promettre les usines, le blé, l'or, la santé, le décollage, sans oublier les droits, la justice, l'égalité et les libertés, l'autre d'applaudir chacune de ces promesses empochées comme des bons de trésor, et d'entonner, toutes les deux minutes, l'hymne de la révolution, n'avaient entendu la petite phrase de Boucetta. Lui qui réclamait son pécule avant tout autre gage ou promesse mais ne recevait que bribes de discours et salves d'applaudissements fut vraisemblablement, en ce jour et lieu de liesse, le premier Tunisien indépendant à déchanter si rapidement. Non seulement l'indépendance lui volait son pécule, mais le rétablissait en même temps dans sa condition de SDF.

Dès qu'il put se frayer un chemin pour fausser compagnie aux patriotes et leur peuple en fête, Boucetta alla droit vers l'impasse de l'Indépendance, cherchant la première taverne qui ne fût pas de la fête, décidé à faire valoir ses droits d'ancien client et, si besoin, d'ancien combattant pour avoir à boire.

"Si ça se trouve, disait-il à part soi, aujourd'hui, c'est la tournée du patron. Une indépendance, pardi! ça s'arrose, patriotes. Comme le henné. On ouvre les vannes, et hop! allez, les bourriques, l'oasis, le cactus, les clebs, les chameaux! tout le monde à l'abreuvoir! et c'est la caisse de l'Indépendance qui paye. On devrait crier ça sur les toits, les minarets, les palmiers! Peuple, nation, à vos gardes! qu'un rouquin pur abreuve nos sillons! Citoyens, citoyennes, aux tavernes! Tournée de la patrie, par Allah! allez tout le monde ses trois kils! et n'oubliez pas de revenir demain! et après-demain! sept jours qu'il faut le faire téter le peuple, vendredi inclus! même les bigots, faut leur servir chacun ses trois kils de rouquin! tu veux prier, frère? viens par-là, d'abord! fais tes ablutions et pinte! Au corsaire, mon pote, à la bonne franquette! verse-s-en un peu sur la barbe, des fois qu'il y a un pou là-dedans, ça picole aussi un pou. Et puis deux petites larmes pour les bacchantes aussi, pardi! Dis-moi, c'est pas beau l'indépendance? Frères indépendants, buvez et lavez-vous de vos péchés! le rouquin pour les anciens combattants! la boukha pour les amoureux et les cocus! la bière pour les nanas! et kémia (1) pour ces bons et joyeux drilles, garçon, kémia pour le peuple! fèves et pois-chiches au cumin! envoie la soucoupe! des œufs durs et des trillias!(2) envoie la soucoupe! hergma (3) et bouzallouf, (4) envoie la marmite! Attention, personne qui paye, j'ai dit! la patrie l'interdit. En ce jour solennel où le peuple sort de sa longue nuit de soif, que la Patrie abreuve ses enfants!
Allez, Habib, faut dire ça à la radio! Envoie le Communiqué de salut public! ça peut pas attendre. On avise au plus pressé aujourd'hui. On dérouille le cœur et la gorge au peuple. Ensuite, on décolle en douce!"



A suivre...



A. Amri
16.10.10

1- Amuse-gueules servis aux bars et généralement gratuits.
2- Rouget de Provence (poissons).
3- Plat populaire à base de pied de veau.
4- Tête de mouton rôtie.

samedi 16 octobre 2010

Le sionisme moribond

Deux plaintes déposées en moins d'une semaine contre Souhail Chichah, enseignant et chercheur à l'ULB, l'une pour "antisémitisme", l'autre pour "incitation à la haine raciale". En parallèle, une campagne de diffamation des plus féroce contre ce même homme sur internet et les journaux belges. A quoi ajouter des pressions sur les autorités académiques de l'ULB en vue de briser sa carrière. Et des lettres anonymes sans nombre où foisonnent les menaces et les insultes. Et la cerise sur le gâteau: une tentative de meurtre à l'arme blanche visant sa personne.

L'arme des lâches est partout la même: intimidation, calomnies, cabales, coups bas. Et les sionistes ne s'embarrassent pas d'en user et "abuser", même avec les "mauvaises graines" juives, que ce soit à l'intérieur d'Israël ou à l'extérieur. Cette hargne contre les antisionistes où qu'ils se trouvent ne peut et ne doit que consolider le front des pacifistes de tous les pays, intellectuels ou simples citoyens, dans cette bataille des plus juste et noble pour le droit palestinien. L'issue de l'affaire Alima et Omar en France retentit encore de ce camouflet donné aux "redresseurs de torts antisémites", lobbyistes d’Europe et leurs commanditaires en Israël. La mascarade n'est pas terminée, certes, puisqu'il y a encore 79 procès à suivre. Mais l'élan de solidarité qui a précédé et accompagné ce premier procès, les papiers écrits, les déplacements individuels et en groupes pour assister au procès ou manifester devant le tribunal, toutes les initiatives concertées ou spontanées en marge de cet évènement témoignent, au delà de la responsabilité citoyenne de leurs auteurs, de ce sentiment de ras-le-bol qui se propage en Europe et ne fait que grandir. Ce qui semblait tenir, il y a quelques années seulement, d'un vent de sédition intellectuelle sans conséquence, circonscrit dans le cercle de l'élite, se révèle, jour après jour, d'une ampleur plus inquiétante pour les sionistes. Le vieux sentiment de culpabilité européenne à l'égard des juifs persécutés par les nazis ne trouve plus d'adhérents chez les nouvelles générations, d'autant plus que les victimes d'hier sont aujourd'hui des victimaires. La litanie de l'holocauste, confrontée aux crimes en live, au fleuve de sang arabe et palestinien qui, de Deir Yassine à Gaza, en passant par Sabra et Chattila, Jenine et Kana, sans compter les tueries moins tristement notoires ni les assassinats de chaque jour, n'a jamais tari ni connu la moindre décrue, confrontée aux destructions quotidiennes perceptibles sur tous les écrans, aux humiliations sans nombre de femmes, d'hommes et d'enfants dont les photos égayent les héros du Tsahal et leurs fans, confrontés au vol des terres et des maisons, à l'expropriation de tout un peuple au profit d'un autre, tel holocauste a perdu son aura de sainteté et sa crédibilité. L'effet anesthésiant que ce mot magique avait autrefois sur les vieilles générations européennes et qui permettait aux apôtres du sionisme de couvrir ou de faire absoudre les crimes de leur État en Palestine ou dans les pays limitrophes est aujourd'hui sans prise aucune sur les générations nouvelles. Libérées de ce croque-mitaine qui ne tient plus face au sang palestinien, ces générations se désolidarisent de plus en plus de leurs prédécesseurs pour rallier le camp de la justice et du droit. Et cette attitude antisioniste qui est en passe de devenir un trait de la nouvelle culture européenne, en même temps qu'un signe identitaire de tout projet de politique autrement, touche toutes les catégories sociales, pour autant que celles-ci soient informées. On peut en mesurer l'étendue sur la toile, sur les réseaux et les forums: les citoyens connectés à ce vent et impliqués dans son souffle ne sont plus seulement que des intellectuels ou une poignée de politiques réfractaires à la vieille doxa du continent. La contagion antisioniste paraît n'épargner personne, et qui mieux est, se répandre à l'intérieur même d'Israël.

N'en déplaise aux bons apôtres, l'épidémie ne fait que commencer. Et le vaccin comme le remède font défaut. Aucun laboratoire ni savant sioniste, quels qu'en soient les compétences, ne pourront inventer la pilule qui soit capable d'endiguer la pandémie mondiale ou d'en guérir les personnes atteintes. Car le mal n'est ni en Europe ni chez les intellectuels ou les antisionistes en général, mais là où le sionisme a construit ses murs et ses colonies, là où il a usurpé la terre palestinienne, là où il a fondé Israël. Tant que le foyer initial du virus est là, ni les armes, les assassinats, le terrorisme d'État sous toutes ses formes ni le mensonge ne pourront enrayer le mal ou guérir les malades. Et tant pis si les sionistes ne l'entendront pas de cette oreille!

Ce front qui unit Juifs, Arabes, Européens et d'autres combattants pour la paix, dans le reste du monde, aura raison du sionisme. Les actions de soutien au BDS et aux victimes des procès sionistes devront être reconduites et consolidées pour les rounds à venir. En France comme en Belgique ou ailleurs, là où nous pouvons marquer notre présence, boycotter ou faire boycotter un produit israélien, écrire un mot, transmettre une info, faire rallier au combat antisioniste un nouveau défenseur de la liberté de pensée et d'expression, dénoncer cette terreur aveugle qui vise des femmes et des hommes intègres, usons de la moindre parcelle accessible sur Internet ou ailleurs pour offrir le maximum de créneaux à la cause qui nous rassemble. Et en aucun cas, autant que possible, ne laissons pas seuls sur le terrain les sionistes. Car, et ce que je vais dire n’est pas un optimisme de pacotille, tout porte à croire que le vent de révolte qui souffle des cinq continents, et de l’Europe en tête, sur le sionisme et ses fondements n'est pas passager. Une nouvelle conscience universelle émergeant au jour depuis la dernière guerre contre le Liban et consolidée par le siège puis la guerre contre Gaza est en train de se dresser partout à la face du sionisme. Et les sionistes le savent bien, qui multiplient les fuites en avant et les faux-pas, répondent à l'argument percutant par les huées et les sifflements, la calomnie et la cabale, la menace anonyme et le couteau brandi, et ameutent en toute circonstance leurs chiens de garde pour un "oui" ou un "non" n'allant pas dans le sens qui les réconforte.

Ces sionistes savent que les jours de leur doctrine supposée les protéger mais se révélant piège mortel pour eux sont d’ores et déjà comptés.

Armés de cette foi fondée autant sur l’histoire du colonialisme et de l’apartheid et les signes récurrents d’un ras-le-bol humain face aux crimes incessants du sionisme, disons-le sans ambages : tôt ou tard, et plutôt tôt que tard, nous finirons bien par caser ce monstre moribond là où il ne fera plus de mal ni aux Palestiniens ni aux Juifs ni aux citoyens du monde. Dans le musée de l'histoire.

A. Amri

17.10.2010

Sur le même sujet:

Faut-il pendre ces intellectuels qui n'endossent pas le prêt-à-penser sioniste?

Liens externes:

Passion sioniste à l'ULB par Aurore Van Opstal

Cabale sioniste contre Souhail Chichah par Olivier Mukuna

La pétition de soutien à Souhail Chichah et Marc Van Damme

La liberté d’expression menacée de mort par Pierre Piccinin

Quand les médias crachent sur Aaron Bushnell (Par Olivier Mukuna)

Visant à médiatiser son refus d'être « complice d'un génocide » et son soutien à une « Palestine libre », l'immolation d'Aar...