نزعة الإقصاء السياسي التي كانت سائدة في عهد بن علي والتي جعلت من بسيس والجريدي وغيرهما من أذيال النظام البائد أبواقا تروج لتكفير المعارضة الحقيقية وتخوين رموزها لم تسقط مع الرئيس المخلوع. وإنما أسقطت فقط لون القناع الذي تحمله لتحيين ما أمكن من الوجه المهترئ والقبيح في حين أبقت على ذات القناعات الإقصائية التي سادت في سنوات الجمر، مع قولبة هذه القناعات في إطار عقائدي راديكالي يذهب أبعد مما ألفناه في عشريتي الدكتاتورية المخلوعة. فهو يذكرنا على أكثر من صعيد بفاشية ما بين الحربين في أروبا الغربية وشمولية العهد الستاليني خلال الحرب الباردة، وكلاهما يجمع سمتين بارزتين في سياسة التعامل مع الآخر: من ناحية المنحى الدغمائي الذي يستند لأحادية الفكر ويؤسس شعاراته السياسية داخل سجن العقيدة رافضا جملة وتفصيلا لثقافة الإختلاف، ومن ناحية أخرى خطاب الدمغجة في أبسط أشكاله البدائية الذي يجيش عامة الشعب لتعبئته في اتجاه الإقصاء المنشود، بالتركيز على تخوين الرموز التي تمثل السياسة البديلة وتكفيرها والتشهير بأتباعها وتشويه صورتها بكل الوسائل بما فيها القدح في أخلاقها وسلخها من كل سمات الوطنية ونعتها بالعمالة للخارج ..أما المشكلة الإقتصادية والبطالة
والفقر والحريات الفردية والحقوق المدنية والديمقراطية من ألفها ليائها
فتصبح كلها في منظور أصحاب الحوزة الجدد مجرد سفسطة وسفاسف مادية لا تمت في
شيء للسياسة ولا تعبر أصلا عن تطلعات الشعب..وهي نفس القناعات التي بررت
في تاريخ الشعوب جرائم الإضطهاد وقمع الحريات ونفس الأساليب التي توخاها بن
علي للتمترس ثلاثة وعشرين سنة كاملة دون منازع في الحكم
ذهب عبدالعزيز الجريدي وبرهان بسيس وبقيت حوزة التخوين..وهذا معناه أن الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع ماتزال بعيدة عن وعي الفئة المتمسكة بالحوزة..ولن يكون للديمقراطية في تونس معنى ولا للثورة من شاطئ أمان طالما بقي لهذه الحوزة وجود وجنود
ذهب عبدالعزيز الجريدي وبرهان بسيس وبقيت حوزة التخوين..وهذا معناه أن الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع ماتزال بعيدة عن وعي الفئة المتمسكة بالحوزة..ولن يكون للديمقراطية في تونس معنى ولا للثورة من شاطئ أمان طالما بقي لهذه الحوزة وجود وجنود
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire